إنها الفوضى.. هل سيتحرك والي الجهة معاذ الجامعي لإنقاذ سوق النخيل؟
يُعد سوق النخيل، الواقع في حافة مولاي إدريس في المنطقة الحضرية المرينيين بمقاطعة المرينيين، نموذجاً صارخاً لفشل كبير في إدارة الأسواق المحلية من قبل السلطات المحلية والمجالس المنتخبة. السوق الذي يضم أكثر من 4000 محل تجاري، يقع في قلب الفوضى التنظيمية ويعاني من غياب تام للبنية التحتية، ما يجعله يشكل تهديداً حقيقياً للبيئة والسلامة العامة.
السوق، الذي يبدو كأنّه منطقة خارج نطاق السلطة المحلية، يحتوي على بنايات عشوائية لا تراعي أبسط شروط السلامة، كما أن عملية التزود بالماء والكهرباء تثير العديد من التساؤلات حول كيفية تأمين هذه الخدمات في ظل الوضع الحالي. وتعيش المنطقة حالة من الفوضى العارمة، حيث تمارس العديد من الأنشطة الحرفية دون تراخيص رسمية، ما يضاعف من حجم المشكلة.
الأمر الأكثر إثارة للقلق هو تهديد السوق البيئي، حيث تمثل الأنشطة غير المنظمة خطراً حقيقياً على الأحياء السكنية المجاورة. هذه الوضعية تستدعي تدخلاً عاجلاً من السلطات المحلية، وعلى رأسها والي جهة فاس مكناس، معاذ الجامعي، الذي لم يظهر حتى الآن أي تحرك جاد لتوفير حلول فعالة لهذه الكارثة الإدارية والبيئية.
وعلى الرغم من أن السوق يتبع الإدارة المحلية لمقاطعة المرينيين، إلا أن المجالس المنتخبة لم تُبدِ أي اهتمام حقيقي لحل أزمة السوق أو محاولة إيجاد حلول جذرية له. إذ يعتقد العديد من المواطنين أن سياسة التهميش والتجاهل هي السمة الأبرز التي تميز تعامل المجالس مع هذه القضية الحاسمة.
في ظل هذا الواقع المرير، يطالب المجتمع المدني في فاس بتدخل فوري من والي الجهة معاذ الجامعي، وكذلك من المسؤولين المحليين، لتأهيل السوق وإعادة هيكلته بما يتناسب مع احتياجات المواطنين. فالوقت يمر، والمخاطر تتزايد، ويجب على السلطات المحلية أن تتوقف عن التعامل مع هذه القضية بروح من التراخي، وأن تبادر إلى تنفيذ حلول مستدامة تخدم الصالح العام وتحافظ على استقرار المدينة وسلامة مواطنيها.