اتصالات المغرب تحت المجهر خِدمةٌ بطيئة واستياءٌ واسع.

المكتب المركزي الرِّباط

تشهد اتصالات المغرب، التي تعد من أبرز مزودي خدمات الاتصالات في المملكة، موجة متزايدة من الشكاوى من قبل المواطنين بسبب ضعف جودة خدماتها، وخاصة خدمات الإنترنت التي يعاني مستخدموها من بطء شديد رغم الاشتراكات المرتفعة، في الوقت الذي أصبحت فيه الحاجة للاتصال بالإنترنت ضرورة يومية، يشعر العملاء بالإحباط من العروض التي تبدو مغرية في البداية، لكن لا ترقى إلى مستوى التوقعات عند الاستخدام الفعلي، هذا البطء في الشبكة دفع كثيرين للتساؤل حول ما إذا كانت الخدمات المقدمة تستحق تكلفتها العالية، خاصةً أن الاتصال الجيد بالإنترنت بات يُعد حقاً أساسياً.

وتزداد معاناة العملاء في المناطق الريفية والنائية، حيث تكون التغطية محدودة أو معدومة في بعض الأحيان، يشكو سكان هذه المناطق من انقطاع الخدمة بشكل متكرر وضعف الاتصالات، ما يحرمهم من الوصول إلى الإنترنت والمكالمات في كثير من الأوقات، هذه التحديات تتسبب في تأخير العديد من الأعمال والأنشطة اليومية، وتعيق التفاعل مع التحولات الرقمية التي تشهدها باقي المناطق في البلاد، ما يثير تساؤلات حول مدى التزام اتصالات المغرب بتحقيق شمولية الخدمة للجميع، بصرف النظر عن الموقع الجغرافي.

وبالإضافة إلى مشكلات جودة الخدمة، يعاني العملاء من بطء الاستجابة عند التواصل مع فريق الدعم الفني للشركة، وقد أفاد عدد كبير من المستخدمين بصعوبة الوصول إلى مساعدة فعالة عند مواجهة مشكلات تقنية أو أعطال، حيث يتطلب الاتصال بالدعم الانتظار طويلاً أو التنقل بين عدة مكالمات دون حل ملموس، يسبب هذا البطء في الاستجابة استياءً متزايداً لدى العملاء، الذين يشعرون بعدم حصولهم على القيمة الحقيقية مقابل ما يدفعونه، ويتطلعون للحصول على خدمة تستجيب لمشاكلهم بسرعة وكفاءة.

وسائل التواصل الاجتماعي تحولت إلى ساحة مفتوحة للمواطنين للتعبير عن غضبهم من خدمات اتصالات المغرب، حيث يتم تداول العديد من الشكاوى والتعليقات السلبية حول مشكلات الاتصال وضعف استجابة الشركة لملاحظات العملاء، هذا الضغط الرقمي أدى في بعض الأحيان إلى دعوات لمقاطعة خدمات الشركة أو حتى الالتفات إلى مزودي خدمات آخرين، على الرغم من محدودية الخيارات المتاحة في السوق المغربية، تتضمن هذه الدعوات مطالبات بتحسين جودة الشبكة، وتوفير تعويضات للعملاء الذين يتعرضون لانقطاعات أو ضعف في الخدمة.

أمام هذا الكم من الانتقادات، تجد اتصالات المغرب نفسها مطالبة بإجراء إصلاحات جوهرية على مستوى البنية التحتية وتطوير آليات الدعم الفني، إلى جانب توسيع نطاق التغطية، خاصة في المناطق القروية، هذه التحسينات أصبحت ضرورة ملحة لتلبية احتياجات العملاء وضمان حصول الجميع على خدمة اتصالات تتناسب مع العصر الرقمي الذي نعيشه، تقديم تعويضات معقولة عن الفترات التي يعاني فيها الزبائن من ضعف الاتصال سيكون أيضاً خطوة إيجابية نحو استعادة ثقة العملاء وإظهار التزام الشركة برفاهية زبائنها.

اليوم، تقف اتصالات المغرب عند مفترق طرق، فإما أن تقوم بتحسين خدماتها لتلبي تطلعات العملاء وتعيد بناء ثقتهم، أو تواجه عواقب الاستياء الشعبي ومخاطر فقدان العملاء مع تزايد الدعوات للتغيير، ومع تزايد الاعتماد على الإنترنت والاتصالات في شتى مجالات الحياة اليومية، بات من الضروري أن تبذل الشركة جهوداً جادة لتوفير خدمات على مستوى يليق بتطلعات المجتمع المغربي واحتياجاته المتسارعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى