الأزبال تجتاح تجزئة البركة وتجزئة الكتاني في قلب مدينة فاس.. غياب المسؤولية والتقصير في جمع النفايات
تواجه أحياء وسط مدينة فاس، وبالخصوص تجزئة البركة وتجزئة الكتاني، أزمة بيئية خانقة تتمثل في تراكم النفايات بشكل فوضوي في الشوارع والطرقات، حيث تتحول هذه المناطق إلى مكبات مفتوحة للأزبال. رغم أن هذه الأحياء تقع في قلب المدينة، بالقرب من أماكن حيوية مثل مسبح “تاع المبادرة” وملعب القرب بالحي، إضافة إلى مسجد الإيمان، إلا أنها تعاني من إهمال واضح في تدبير ملف النظافة وجمع النفايات.
تواجه هذه الأحياء تحدياً كبيراً يتمثل في غياب الحاويات المخصصة لجمع النفايات، ما يضطر الساكنة إلى رمي الأزبال في الطرقات وفي الملك العمومي، وحتى في المساحات الخاصة والحدائق، مما يؤدي إلى تلوث بيئي غير مسبوق. هذا الوضع أصبح يؤرق المواطنين، الذين عبروا عن استيائهم من عدم توفر وسائل جمع النفايات بشكل كافٍ في الأحياء التي يسكنونها، وهو ما يضاعف من معاناتهم اليومية.
من الواضح أن هناك تقصيراً شديداً من قبل الجهات المسؤولة على تدبير ملف النظافة في المدينة، بالإضافة إلى عدم قيام شركة جمع النفايات بمهامها كما ينبغي. فقد تحول الوضع إلى فوضى عارمة، حيث لا تلتزم الشركة بتوقيتات جمع النفايات، ما يؤدي إلى تراكمها بشكل مستمر، وأحياناً لفترات طويلة. هذا الغياب في التنسيق بين جميع الأطراف المعنية يجعل الوضع أكثر تعقيداً ويزيد من تفاقم الأزمة.
لم يقتصر التأثير السلبي لهذه الأزمة على النواحي البيئية فقط، بل امتد ليشمل الصحة العامة وراحة السكان. تراكم النفايات في الأماكن العامة يعزز من احتمالات تفشي الأمراض والأوبئة، ويؤثر سلباً على نوعية الحياة في هذه الأحياء. كما أن الرائحة الكريهة وانتشار الحشرات تعكر صفو الحياة اليومية للمواطنين، مما يدفعهم إلى المطالبة بحلول سريعة.
إن الوضع الراهن يتطلب تدخلاً عاجلاً من السلطات المحلية والشركة المسؤولة عن جمع النفايات. ينبغي أن تتحمل الجهات المعنية مسؤولياتها في ضمان توفير الحا