“البقالي والسليماني في صراع مرير: هل ينقلب مجلس مدينة فاس على نفسه؟”
يتصاعد الصراع بين عمدة مدينة فاس عبد السلام البقالي، المنتمي إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، ورئيس مقاطعة أكدال، السليماني، عن حزب الأصالة والمعاصرة، ليهدد استقرار إدارة مجلس المدينة بشكل غير مسبوق، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول قدرة الأغلبية على الحفاظ على تماسكها وإتمام المشاريع التنموية.
هذا الصراع السياسي الدائر خلف الكواليس قد يشكل تهديدًا حقيقيًا للمشاريع التي لطالما انتظرها المواطن الفاسي، إذ يبدو أن العامل الشخصي بدأ يأخذ الأولوية على المصلحة العامة.
وحسب مصادر موثوقة من جريدة “المساء”، فإن البقالي، رجل القانون، يعرف تمامًا الدوافع السياسية وراء تصرفات السليماني، والعكس صحيح، حيث يظهر كل منهما “عايق بالآخر”، وفقًا للتعبير الشعبي المغربي، هذه الحالة من التوتر، التي أخذت منحىً شخصيًا، بدأت تؤثر على العمل الجماعي داخل مجلس مدينة فاس، ما يخلق عائقًا حقيقيًا أمام تنفيذ المشاريع الحيوية التي يحتاجها سكان المدينة.
المصادر ذاتها تؤكد أن السليماني لا يتوانى في رفض الاجتماعات التي يحضرها العمدة، كما يرفض الانصياع لتعليماته، ما يفاقم الأزمة الداخلية بين الأطراف المسؤولة، وتظهر كواليس أخرى أن هذا الصراع قد وصل إلى السلطات المحلية، التي تقبلت هذا النزاع بشيء من الاستهجان، حيث يبدو أن الوضع بدأ يخرج عن السيطرة، في وقت كان ينبغي فيه تعزيز التعاون بين المؤسسات المحلية، وتوحيد الجهود للنهوض بالمدينة، فإن الطرفين يصران على المضي في صراعات تثير المزيد من الانقسام والشرخ بين مكونات الأغلبية.
في الوقت الذي كان من المفترض أن يعمل فيه كل طرف على تجاوز خلافاته من أجل مصلحة المدينة، تبدو تصرفات البقالي والسليماني كعائق كبير في وجه التنمية المستدامة، هذا الصراع الذي يبدو بعيدًا عن أي توجه ناضج قد يعصف بمشاريع الإصلاح التي يعتمد عليها المواطن الفاسي، ما يهدد مستقبل هذه المشاريع ويزيد من حالة الترقب والتوجس لدى المواطنين الذين يتطلعون إلى تحسين وضعهم المعيشي.
مدينة فاس، التي تحتفظ بمكانتها التاريخية والثقافية، بحاجة ماسة إلى توحيد الجهود بين كل مكوناتها السياسية والإدارية، أما استمرار هذا الصراع بين البقالي والسليماني، فقد يضع المدينة أمام أزمة حقيقية، في وقت كان يجب فيه أن تتحقق التطلعات والوعود بواقع أكثر تقدمًا وازدهارًا.
هل يستطيع مجلس مدينة فاس تجاوز هذا الصراع السياسي الذي يبدو أنه يستنزف كل طاقاته؟ هل سيؤدي استمرار هذا التناحر إلى المزيد من التدهور في إدارة المدينة ويحول دون تنفيذ مشاريع حيوية يحتاجها الفاسيون بشدة؟
ألا ينبغي أن يتخذ العمدة ورئيس المقاطعة خطوة للأمام من أجل التغلب على الخلافات الشخصية وإعطاء الأولوية للمصلحة العامة، بدلاً من الانزلاق في صراعات قد تضر بمستقبل المدينة؟ أليس من الأجدر بهما أن يقدما نموذجًا للعمل الجماعي والتعاون الذي يتطلع إليه سكان فاس، خاصة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ المدينة؟