الخصم بطلٌ الحلبة فاشلٌ في السِّياسة

في عالم السياسة حيث تكون المبادئ والمصداقية هي الأساس، يظهر مصطفى كأحد الوجوه التي تصارع نفسها، أكثر من أي خصم سياسي آخر. قد يظن البعض أن مصطفى، الذي يمتلك تاريخًا رياضيًا في الحلبة، قادر على الفوز في المعارك السياسية، لكنه في الحقيقة يثبت في كل مرة أنه فشل ذريع في ساحة السياسة.

لم يكن مصطفى يومًا منافسًا قويًا في السياسة؛ بل كان مجرد لاعب في مشهد سياسي مليء بالمفاجآت. لكن يبدو أنه اكتسب مهارات جديدة خارج الحلبة، إذ قدّم نفسه على أنه “المنقذ” في مواقف سياسية، مُحاولًا أن يلبس عباءة البطل والمفكر، ولكن سرعان ما ينكشف كذب هذا الادعاء. مثلما فشل في اختيار المبادئ الوطنية الصادقة، يظهر مصطفى اليوم في السياسة كما لو أنه يتنقل في حلبة غير واضحة المعالم، غير قادر على التعامل مع خصومه السياسيين بكفاءة، رغم ادعاءاته القوية.

وبينما كان يستعرض في الماضي مهاراته في الحلبة، اليوم نجده يكشف عن ضعفه السياسي بشكل غير مباشر، ويضيع كل فرصة له لرفع شأنه السياسي. لا يكاد يمر يوم إلا وتكشّف خيوط جديدة حول استغلاله للمناصب التي شغلها، وحيث كان يستعرض مفاهيمه الخاطئة حول السياسة والمواطن والوطن. وكأن حلبة السياسة مكان آخر لتراكم الفضائح والتصرفات المشينة، حيث يدعي مصطفى دائمًا أنه يفهم السياسة، بينما يكشف الواقع عن فشله الذريع.

تتحدث المعلومات التي تم جمعها من مصادر متفرقة عن كيفية استغلال مصطفى لنفوذه في العديد من المحافل السياسية، وأبرزها استغلال منصبه في الجامعة الأورو-متوسطية بفاس لتوظيف أفراد من عائلته. ومع ذلك، لم يخرج عن فقاعة الزيف، مما جعله موضع شكوك حتى من قبل زملائه في الحزب نفسه، الذين يشعرون بأن مصطفى أصبح عبئًا ثقيلًا على السياسة.

أما تصريحاته المثيرة، والتي كان آخرها ما أدلى به في حوار مع الصحفي مراد العشابي، حيث عبر عن “اشمئزازه من دخول المغرب”، فلا تعكس إلا حالة من العزلة عن الوطن، ورفض القيم الوطنية التي يجب أن يتمسك بها أي سياسي. أليس هذا تصرفًا غريبًا من شخص يجب أن يكون قدوة للشباب؟ أليس من المفترض أن يكون مصطفى نموذجًا للقيم الوطنية، بدلاً من أن يُظهر كراهية للوطن في كل فرصة؟ هل يمكن لأمثال هذا الرجل أن يفوزوا في معركة السياسة التي تعتمد على الصدق والإخلاص؟

في النهاية، يبقى مصطفى “بطل الحلبة”، لكنه فاشل في السياسة، ليس لأنه لا يستطيع القتال، بل لأنه يقاتل من أجل نفسه فقط، ولا يتسم بالمبادئ الحقيقية التي يجب أن يتحلى بها كل سياسي. فهل يمكن لهذا الرجل أن يكتشف أخيرًا أن الفوز في السياسة يتطلب شيئًا أكثر من مجرد حركات على الحلبة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى