تازة.. الظلام والحفر وانقطاع الماء… في انتظار نزول المسيح!

مدينة تازة، بجمالها الطبيعي وتاريخها العريق، تعيش اليوم وضعاً يثير الكثير من التساؤلات والاستياء بين سكانها، الظلام الذي يخيم على شوارعها، الحفر التي تتناثر كالفخاخ في الطرقات، انقطاع الماء المتكرر، وغياب النقل الجامعي للطلبة، كلها مظاهر تعكس واقعاً صعباً يدفع الكثيرين للتندر قائلين: “هل ننتظر نزول المسيح لتُحلّ مشاكلنا؟”.

الشوارع في تازة تعيش على وقع الإهمال، حيث يجد المواطن نفسه مضطراً للتنقل بين الحفر التي تنتشر في كل مكانة، هذه الحفر لا تعرقل السير فقط، بل تتسبب في أعطاب السيارات والدراجات، مما يضاعف من معاناة السكان الذين لا يجدون من الجهات المسؤولة سوى وعود متكررة دون تنفيذ فعلي على الأرض.

في الوقت نفسه، يعيش سكان العديد من الأحياء أزمة حادة مع انقطاع المياه. الماء، الذي يُعتبر شريان الحياة، أصبح سلعة نادرة في تازة، حيث يعاني المواطنون من انقطاعه المتكرر دون إشعار مسبق. هذا الوضع يضع العائلات في حالة من الارتباك والتذمر، خاصة في فترات الصيف الحار أو خلال المناسبات والأعياد.

أما الطلبة، فيعيشون معاناة من نوع آخر. مع غياب حافلات النقل الجامعي، يضطرون إلى قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام أو الاعتماد على وسائل نقل خاصة مكلفة. هذا الوضع لا يعكس فقط غياب الاهتمام بفئة الشباب، بل يؤثر سلباً على تحصيلهم العلمي ويدفع البعض للتسرب من الدراسة بسبب صعوبة التنقل.

الظلام هو الآخر قصة معاناة أخرى. العديد من الأحياء تعاني من غياب الإنارة العمومية، مما يجعلها مرتعاً للجرائم والاعتداءات. السكان، خاصة النساء والأطفال، يعيشون حالة من الخوف عند التنقل ليلاً، في ظل غياب أي تدخل لتحسين الوضع.

كل هذه المشاكل تجعل سكان تازة يشعرون وكأنهم خارج حسابات التنمية. المدينة التي كانت منارة حضارية في تاريخ المغرب، أصبحت اليوم تعاني من إهمال واضح، في وقت تتطلب فيه هذه الأوضاع تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية.

السؤال الذي يطرحه الجميع: إلى متى سيظل سكان تازة يعانون في صمت؟ وهل هناك أمل في أن تُحلّ هذه المشاكل قريباً أم أن الحلول ستبقى مجرد شعارات لا تجد طريقها إلى التنفيذ؟ إلى حين ذلك، يبدو أن سكان تازة سيظلون في انتظار نزول “المسيح”!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى