حافلات الموت في فاس: احتراق جديد يكشف استهتار سيتي باص وتقصير مجلس المدينة”.
في مشهد مأساوي جديد يُضاف إلىسلسلة طويلة من الإهمال، شهدت مدينة فاس اليوم حادثًا خطيرًا تمثل في اشتعال النيران بمحرك إحدى حافلات النقل الحضري التابعة لشركة “سيتي باص”، ما تسبب في حالة من الذعر بين الركاب وسكان المنطقة المحيطة، لحسن الحظ لم تُسجل إصابات بشرية، لكن الحادث سلط الضوء مجددًا على الوضع الكارثي الذي يعيشه قطاع النقل الحضري في المدينة.
“سيتي باص”، التي تُفترض أن تقدم خدمة نقل آمنة ولائقة، أثبتت مرارًا وتكرارًا فشلها الذريع في الوفاء بالتزاماتها، الحافلات المهترئة، التي تُترك دون صيانة حقيقية، أصبحت تهدد حياة الركاب يوميًا ورغم الشكاوى المستمرة من المواطنين، يبدو أن الشركة تفضل تجاهل معايير السلامة والجودة مقابل تحقيق مكاسب مالية على حساب حياة الناس.مسؤولية هذا الوضع لا تقتصر فقط على الشركة، بل تمتد إلى مجلس مدينة فاس، الذي لم يظهر أي جدية في مراقبة خدمات الشركة أو فرض عقوبات على إخفاقاتها المتكررة، هذا التهاون يطرح تساؤلات مشروعة حول الشفافية ومدى التزام المجلس بالدفاع عن حقوق المواطنين… إلى متى سيستمر السماح لشركة غير مؤهلة بالعبث بحياة السكان؟
حادث اليوم ليس الأول من نوعه، لكنه يجب أن يكون الأخير و السكان لم يعودوا يطالبون فقط بتحسين الخدمات، بل أصبحوا يطالبون بمحاسبة الجهات المسؤولة عن هذا الوضع، إذا استمرت الأمور على هذا المنوال، فإن العواقب قد تكون أكثر كارثية في المستقبل.