زهراش فشل ذريع في مسعى زائف للظهور كـ”منقذ” وفضيحة جديدة تلاحقه
عبد الفتاح زهراش، محامٍ يصارع للظهور في مشهد الأبطال، رغم أن أفعاله تتنقل بين الخيالات السخيفة والادعاءات الباطلة، يتصدر المشهد مع كل فضيحة جديدة تكشف عن ضعفه. يتقن زهراش صناعة الأزمات واختراع البطولات الوهمية، ولكنه يظل في النهاية مجرد “كومبارس” يحاول لفت الأنظار من خلال الأكاذيب التي يتفنن في نسجها، حتى أصبح فشله أكبر من أن يخفى على أحد.
زهراش، المحامي الذي قرر أن يصبح بطلًا في مسلسلاته البوليسية الخيالية، حاول أن يظهر في صورة “الرجل الكبير” الذي يتوسط لإخراج إلياس المالكي من السجن. ولأنه يعلم أن الإعلام هو سلاحه الوحيد في معركته الوهمية، استضاف الصحافة ليقنع الجميع بأنه يمتلك الحلول السحرية لمشاكل البلاد، إلا أن الواقع كان أكبر من أن يسقط في فخ أكاذيبه، فقد أكدت إدانة المالكي أن زهراش ليس أكثر من شخص ضائع في دوامة من الأكاذيب المتكررة.
لماذا كانت هذه الحيلة سخيفة؟ لأن زهراش اعتقد أنه يمكنه خداع الجميع بالكلمات، بينما هو في الواقع لا يمتلك حتى القدرة على تقديم إجابة مقنعة عن أبسط الأسئلة. في لحظة من اللحظات، حاول أن يقنع الصحافة والجمهور أنه يعمل بتوجيهات “الجهات المعنية”، وهو الادعاء الذي لا يصدقه حتى الطفل في الشارع. فالجهات التي يتحدث عنها لا علاقة لها به، بل هو مجرد بيدق في لعبة أكبر منه بكثير، ولا يستطيع حتى التواجد في نفس الملعب مع أولئك الذين يسيرون الأمور بجدية.
أما تصريحاته المتدفقة كالماء في محاولاته المستميتة لإظهار نفسه كمفاوض قوي، فهي أظهرت حقيقة أخرى، أنه فشل في أن يكون محاميًا ذا قيمة. في محكمة الحياة، هو مثل الجندي الذي يظن أنه في معركة حربية بينما هو في الواقع في ملعب لكرة القدم، حيث لا مكان له بين المحترفين. هل تذكرون يومًا حين ادعى أنه حل مشكلة كبيرة؟ لقد كان ذلك مثل الرجل الذي يصف نفسه بأنه قائد سفينة وهو يغرق في البحر.
أما عن تكتيكاته الإعلامية، فهي ليست إلا محاولات يائسة للظهور بأي شكل كان. يتنقل زهراش من قناة إلى أخرى مثل كرة قدم يتقاذفها الجميع، محاولًا أن يبدع في الحديث عن قضايا لا يفهمها حتى في كتب القانون. والنتيجة؟ أصبح موضوعًا للسخرية بين الإعلاميين الذين باتوا يعتبرونه مجرد “كومبارس” في عالم المحاماة، يلعب دور البطولة في مشهد واحد ثم يغيب في مشهد آخر.
المضحك في الأمر أن زهراش حتى لم يتمكن من تزييف الحقائق بما يكفي ليظل في دائرة الضوء. فضيحته في قضية إلياس المالكي كانت بمثابة النهاية لكل سعيه المحموم وراء الشهرة. اليوم، أصبح زهراش مجرد اسم في قائمة طويلة من الأشخاص الذين حاولوا لفت الانتباه من خلال الأكاذيب التي كانوا يظنونها خفية، لكن في الواقع كانت أكاذيبه واضحة كالشمس، وكشف الرأي العام أنه لم يكن إلا شخصًا ضائعًا في محاولاته البائسة للظهور كمحارب في معركة وهمية.
أخيرًا، لا يسعنا إلا أن نذكر زهراش بأن التظاهر بالقوة لا يعني امتلاكها. وإن كان يظن أنه قادر على خداع الجميع، عليه أن يدرك أنه أصبح مجرد نكتة يتداولها الجميع. فالتاريخ لا يرحم أولئك الذين يراهنون على الكذب والتضليل، ولن يذكره إلا كواحد من أولئك الذين فشلوا في تقديم شيء ذي قيمة.