سجن الأوداية معاناة السجناء من البذلة الموحدة في البرد القارص وتأثيرها على صحتهم
يعيش نزلاء سجن الأوداية، الواقع قرب مدينة مراكش، معاناة يومية تتضاعف خاصة في فصل الشتاء، حيث يتعرضون لظروف قاسية بسبب البذلة الموحدة التي يُجبرون على ارتدائها في ظروف جوية شديدة البرودة. فالبذلة، التي لا توفر أدنى حماية من الطقس القارس، تُعتبر أحد أبرز الأسباب التي تُضاف إلى معاناة السجناء داخل أسوار السجن، مما يفاقم من وضعهم الصحي والنفسي.
من خلال شكاوى متعددة وصلت من داخل السجن إلى جريدة المساء ، يعبّر العديد من السجناء عن استيائهم الشديد من الوضع الذي يعانون منه بسبب البذلة الموحدة. فمع تدني درجات الحرارة في فصل الشتاء، تصبح هذه البذلة غير كافية لمواجهة البرودة القارصة، مما يعرض السجناء للإصابة بأمراض نزلات البرد والإنفلونزا، التي قد تتطور إلى مشاكل صحية أكثر تعقيدًا في ظل الظروف البيئية المحدودة داخل السجن.
وبحسب مصادر حقوقية، فإن هناك تقارير تشير إلى أن بعض النزلاء يعانون من أمراض جلدية بسبب طول فترة ارتداء نفس البذلة الموحدة وعدم وجود بدائل كافية أو عمليات غسيل منتظمة. كما أن ضعف النظام الصحي داخل السجن يزيد من تأثير هذه المعاناة، حيث لا تتوفر رعاية طبية كافية لمعالجة هذه المشاكل الصحية المتفاقمة.
من ناحية أخرى، يشعر السجناء بأن هذا الوضع لا يعكس أبسط حقوقهم الإنسانية في الحفاظ على صحتهم. فالبذلة الموحدة، التي يُفترض أن تكون جزءًا من النظام الداخلي للسجن، تتحول في أوقات البرد الشديد إلى عائق إضافي يزيد من معاناتهم ويؤثر على حياتهم اليومية. وتزداد الشكاوى حول غياب البدائل أو الدعم الكافي من إدارة السجن، الأمر الذي يزيد من شعور النزلاء بالإهمال والتهميش.
وقد دعا العديد من الناشطين الحقوقيين إلى تحسين أوضاع السجون في المغرب بشكل عام، وخصوصًا في ما يتعلق بالملابس المخصصة للسجناء، التي يجب أن تكون ملائمة للظروف المناخية، خصوصًا في المناطق التي تعرف بردًا قارسًا. كما أشاروا إلى أهمية توفير رعاية طبية أفضل ودعم نفسي، خاصة أن العديد من السجناء يعانون من تدهور في الحالة النفسية بسبب الظروف المعيشية السيئة.
إلى جانب ذلك، يرى بعض الحقوقيين أن استمرار مثل هذه الممارسات يزيد من حالة الاحتقان في السجون، ما يساهم في تأجيج التوترات والضغط النفسي على السجناء. فبدلاً من أن تكون السجون مكانًا لإعادة التأهيل، تتحول إلى بيئة معيقة، مما يعوق اندماج السجناء في المجتمع بعد خروجهم.
وفي ظل هذا الوضع، يطالب العديد من النشطاء بتحسين أوضاع السجناء في سجن الوداية وغيره من السجون، من خلال تزويدهم بملابس ملائمة للطقس، وتوفير رعاية صحية أفضل، وضمان حقوقهم الأساسية في بيئة إنسانية.
