سقوط دمشق يلوح في الأفق.. انهيار مفاجئ لجيش الأسد يثير تأهباً إسرائيلياً وقلقاً دولياً
شهدت الساعات الـ24 الماضية انهياراً دراماتيكياً في خطوط دفاع الجيش السوري، ما أثار دهشة مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية وتحركات أمنية مكثفة على المستويين الإقليمي والدولي. التطورات المفاجئة، التي توّجت بسيطرة المعارضة المسلحة على مدينة حماة بعد أيام من استيلائها على حلب، جعلت سيناريو سقوط الرئيس السوري بشار الأسد أكثر احتمالاً مما كان يعتقد سابقاً، وفق تصريحات مسؤولين إسرائيليين وأميركيين لموقع أكسيوس.
أعرب مسؤولون كبار في الاستخبارات الإسرائيلية عن صدمتهم من سرعة انهيار الجيش السوري، مشيرين إلى أن الجيش “لا يقاتل فعلاً”، وفقاً لمسؤول أميركي. وأضاف المسؤول ذاته أن النظام السوري يواجه أكبر تحدٍّ منذ بداية الأزمة قبل 13 عاماً، رغم أن خطر انهياره ليس فورياً بعد.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن التقدم السريع للمعارضة المسلحة قد يؤدي إلى سقوط العاصمة دمشق قريباً. وأكد أحدهم أن احتمالية سقوط دمشق باتت الآن “أكثر واقعية مما كانت عليه في وقت قريب جداً”.
في ضوء هذه التطورات، أعلن الجيش الإسرائيلي حالة التأهب القصوى قرب الحدود مع سوريا، مع إجراء عدة مشاورات عاجلة داخل المؤسسة الأمنية يوم الخميس. كما ترأس وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، اجتماعاً مع القيادة العليا للجيش الإسرائيلي لبحث تداعيات الوضع السوري. ومن المقرر أن يركز اجتماع المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي على هذه الأزمة واحتمالاتها الخطيرة.
أفاد مسؤول أميركي أن إسرائيل ومصر والأردن أبدت قلقها لواشنطن من احتمال وقوع الأسلحة الاستراتيجية السورية في أيدي عناصر “إسلامية متطرفة”، أو دخول قوات إيرانية إضافية إلى البلاد لتعزيز نفوذ طهران.
وبينما تشكل هزيمة الأسد هزيمة إستراتيجية لإيران وحزب الله، فإن إسرائيل تخشى من تحديات أمنية غير مسبوقة، نظراً لطبيعة القوى الإسلامية التي تقود الهجوم على النظام السوري.
لعبت إيران وحزب الله دوراً حيوياً في دعم الأسد طوال السنوات الماضية، بينما حرصت إسرائيل على تنفيذ ضربات جوية متكررة لإبعاد القوات الإيرانية عن حدودها. لكن في ظل انهيار نظام الأسد، تواجه إسرائيل معضلة إستراتيجية، حيث يمكن أن تجد نفسها محاصرة بين خطر زيادة نفوذ إيران أو وقوع سوريا في أيدي جماعات متطرفة.
تسود أجواء من الترقب الحذر في المنطقة، حيث يبدو أن الوضع في سوريا يتجه نحو تغيير دراماتيكي قد يعيد رسم المشهد الإقليمي بأكمله. سقوط دمشق، إذا تحقق، قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الفوضى والتحديات التي لن تقتصر على سوريا وحدها، بل قد تمتد تداعياتها إلى المنطقة بأكملها.