علال العمراوي، من فشل انتخابي إلى منصب قيادي.. مغامرات برلماني بارع في فن الطاعة العمياء.

الحديث عن السياسيين في المغرب لا يخلو من السخرية، خاصةً حين نجد أن بعضهم يصلون إلى مناصب قيادية ليس بفضل إنجازاتهم، بل بفضل مهاراتهم في “الانبطاح” أمام قرارات الحزب، وعلال العمراوي، رئيس فريق حزب الاستقلال في البرلمان، هو خير مثال على ذلك، حيث تم تعيينه لهذا المنصب بغرض “الالتزام بالصمت” واتباع التعليمات حرفيًا، نعم، فعندما يُعيّن المرء ليكون “مطيعًا” لا لشيء سوى لكونه قادرًا على الوقوف في صف النظام، فالأمر يستدعي التوقف مليًّا،

ولكي لا يظن القارئ الكريم أن هذا “العلال” كان نتاج نجاحه الانتخابي، لا بد أن نوضح، فقد صارع الرجل حتى ساعات متأخرة من الليل على أمل إعلان فوزه، وكأن الحظ أخيرًا ابتسم له في آخر لحظة، لكن المفاجأة كانت أن هذا “الفوز” لم يكن سوى ضمن توازنات سياسية وأجندات الحزب، لا عبر اقتناع الناس بقدراته، فقد وصفه بعض الاستقلاليين بـ”الفاشل”، وليس هذا الوصف إلا تلخيصًا بسيطًا لعدم رضاهم عن تعيينه منسقًا للفريق، فالرجل يبدو “كموسى في يد السقاء” حيث يقود منصبًا هامًا من دون أن يمتلك حق توجيه دفته،

وفي خضم ذلك، أظهرت معلومات من “الوكالة المغربية للأبحاث والتحقيقات” أن السيد العمراوي قد استغل منصبه كعضو في إدارة الجامعة الأورو-متوسطية بفاس لتوظيف زوجته، وعندما نرى “السي علال” يقدم على هذا التصرف، لا يسعنا سوى أن نسترجع المثل المغربي القائل “اللي فيه الفز كيقفز”، فالرجل الذي أراد الظهور بوجه ملائكي أمام ساكنة فاس، سرعان ما كشف عن نواياه بمجرد أن حصل على قليل من النفوذ،

وتظل حكاية العمراوي مثالًا صغيرًا لما قد يصبح عليه أي سياسي اختار الطاعة العمياء واستغلال النفوذ، تاركًا ورائه مبادئ وقيم حزب علال الفاسي التي كان يُفترض به تمثيلها، إن الساكنة ترى وتعي، ويكفي أن تتساءل، “واش هذا هو مستقبل السياسة المغربية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى