عماد شحتان يكتب : الريف المغربي قلعةُ الوطنية ومصدرُ الوحدة أمام مؤامرات الخارج
بقلم: ذ عماد شحتان
الريف المغربي كان ولا يزال رمزاً مناضلاً للحرية والوحدة الوطنية، فهو جزء أساسي من الكيان المغربي لا يقبل المساس أو التشويه. لطالما كانت هذه المنطقة منبعًا للشجاعة والتضحية، حيث سجلت تاريخًا مليئًا بالبطولات، أبرزها بقيادة عبد الكريم الخطابي، الذي قاد المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي، مُجسداً بذلك روح الوطنية والتضحية التي لا تُضاهى. ومع ذلك، تجد بعض القوى الخارجية، على رأسها النظام الجزائري، نفسها مضطرة للاستفادة من هذا الإرث المجيد لتفتيت وحدة البلاد، عبر دعم كيانات وهمية وأجندات مشبوهة تهدف إلى زعزعة الاستقرار.
ما يُروج حول ما يسمى بـ “الحزب الريفي” هو محض أكاذيب تهدف إلى ضرب اللحمة الوطنية، وتحقيق أهداف سياسية مشبوهة. هذه المحاولات المغرضة لن تنجح في مسعاها، لأن أبناء الريف الذين كانوا وما زالوا في مقدمة الصفوف من أجل الدفاع عن الوطن، لا يمكن أن يقبلوا بالانخراط في مشاريع التقسيم والانفصال. معتقلو أحداث الحسيمة، الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة، لا يعبرون عن أجندات سياسية، بل يسعون وراء تحسين أوضاعهم المعيشية، مما يبرهن على أن مطالبهم كانت دوماً اجتماعية وليست انفصالية.
صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ومنذ بداية عهده، أكد مرارًا وتكرارًا على أن الريف جزء لا يتجزأ من وحدة الوطن. في خطابه بمناسبة عيد العرش 2017، أعلن جلالته بوضوح لا لبس فيه أن “المغاربة على مر التاريخ، وسيظلون دائماً، أوفياء لوحدتهم ومقدساتهم، مهما كانت الظروف”، مُؤكداً أن التنمية في الريف هي أولوية وطنية. مشروع “الحسيمة منارة المتوسط” يعد مثالاً حيًا على الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة من أجل رفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي في هذه المنطقة، وهو ما يعكس إيمان المغرب العميق بأهمية الريف في بناء المستقبل.
التاريخ يعلمنا أن الريف لم يكن يوماً مرتعاً للانقسام أو الفرقة، بل كان درعاً يحمي وحدة الوطن. محاولات القوى المعادية، وخاصة الجزائر، للنيل من هذا الوطن عبر دعم الكيانات الوهمية، لن يكون لها أي تأثير على وحدة المغاربة من طنجة إلى الكويرة. الشعب المغربي، بكل مكوناته، في مواجهة هذه المؤامرات، يظل متماسكًا في وحدته، مستعدًا للدفاع عن وطنه بكل قوة وحزم.
وفي ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس، سيظل الريف قلب المغرب النابض، صامداً في وجه كل محاولات التفريق والتقسيم، وسيظل أبناءه جزءاً لا يتجزأ من ملحمة بناء الوطن الموحد القوي، الذي لا تقوى عليه أي قوة مهما كانت. الرسالة واضحة للجميع: الريف هو رمز الوحدة الوطنية، وليس ساحة للفتنة أو التفرقة.