فشل بايدن يفتح الباب.. وإيران تترقب عودة ضغوط ترامب!

إدارة الرئيس جو بايدن تفضّل الصمت حيال إيران، بعد سلسلة من الإحباطات التي واجهتها مع النظام الإيراني خلال السنوات الأخيرة.
بايدن دخل البيت الأبيض عازمًا على إحياء الاتفاق النووي وترتيب العلاقات مع طهران عبر القنوات الدولية، متبنيًا نهج حسن النوايا تجاهها، لكن النتائج جاءت بعكس التوقعات.

صحيح أن إدارة بايدن أصيبت بخيبة أمل كبيرة بسبب فشل محاولاتها المتكررة للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، لكن الغضب الحقيقي جاء نتيجة دعم طهران المستمر للحوثيين، وميليشياتها في العراق وسوريا ولبنان، ما أدى إلى تعريض أمن وسلامة القوات الأميركية في قواعدها بالشرق الأوسط للخطر.

وجدت إدارة بايدن نفسها في موقف بالغ الصعوبة عندما قررت طهران تزويد موسكو بالطائرات المسيّرة والصواريخ، التي استخدمها الجيش الروسي في هجماته على الأراضي الأوكرانية. وبلغ التوتر بين واشنطن وطهران ذروته في بداية العام الحالي، عندما كثّفت الميليشيات المدعومة من إيران هجماتها على القوات الأميركية في المنطقة. وردًا على ذلك، نقلت واشنطن رسالة واضحة إلى طهران خلال لقاء مسؤولين أميركيين كبار مع نظرائهم الإيرانيين، مفادها أن استمرار تلك الهجمات سيحمّل إيران المسؤولية الكاملة.

وأكدت الرسالة أن الرئيس بايدن مستعد لإصدار أوامر بقصف مواقع داخل إيران كإجراء عقابي. كما حذّر الأميركيون الإيرانيين قائلين: “نحن نعرف مواقع مصانع الأسلحة والصواريخ!”، وفقًا لتصريحات المسؤول الأميركي .

مع اقتراب نهاية ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن، حاولت إيران فتح الباب أمام الحوار، مرسلة إشارات توحي برغبتها في استئناف المحادثات. غير أن الإدارة الأميركية رفضت هذا الانفتاح، مشددة على ضرورة أن تتخذ طهران خطوات عملية وجادة كشرط مسبق لأي حوار جديد.

قام الرئيس الأميركي جو بايدن بنشر أعداد كبيرة من القوات الجوية في منطقة الشرق الأوسط، شملت طائرات F-35 وF-15 وF-16، بالإضافة إلى قاذفات B-52 الاستراتيجية، بهدف تعزيز التفوق الجوي أمام القوات الإيرانية. ويبدو أن هذه التحركات تعكس استعدادًا لتنفيذ عمليات قصف واسعة النطاق على الأراضي الإيرانية إذا لزم الأمر.

ورغم التشكيك داخل الإدارة الأميركية في استعداد بايدن لاتخاذ خطوات جذرية، مثل قصف مواقع عسكرية أو منشآت نووية، إلا أن عودة دونالد ترامب إلى الساحة السياسية قد تُغيّر المعادلة، وتضع طهران تحت ضغط كبير حتى قبل أن يتولى السلطة مجددًا.

مع اقتراب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد أسابيع، تستمر إيران في تكديس المواد النووية، ودعم ميليشياتها في المنطقة، وتصدير النفط لتمويل خزينتها. ومع ذلك، يبدو أن المرحلة المقبلة تحمل تغيرات جذرية، إذ تشير التقارير إلى أن ترامب يخطط لاستئناف سياسة “الضغط القصوى” على طهران.

وفقًا لما تم تسريبه من مقربين منه، يعتزم ترامب “ترميم ما أفسده بايدن”، عبر فرض عقوبات اقتصادية صارمة، تشمل معاقبة مستوردي النفط الإيراني. كما يُتوقع أن يستغل الوجود العسكري الأميركي المكثف في المنطقة لزيادة الضغط على طهران، أو تمهيد الطريق أمام إسرائيل لتنفيذ ضربات عسكرية تستهدف المنشآت الإيرانية. وقد بدأ العديد من معارضي إيران وداعمي إسرائيل في تقديم استراتيجيات للإدارة المقبلة، تشمل إرسال قوات جوية إضافية، استعراض القوة الجوية المتوفرة، ونقل صواريخ ضخمة يستخدمها الجيش الأميركي لتعزيز الردع العسكري.

ومن المتوقع بأن دونالد ترامب سيواجه تحديات كبيرة مع تصاعد الأزمات في أوكرانيا وروسيا من جهة، والتهديدات الصينية من جهة أخرى. وفي ظل هذه الأولويات، لا يُتوقع أن تكون إيران أو الشرق الأوسط على رأس جدول اهتماماته. ولكن أكثر ما يثير القلق لدى معارضي ترامب في الإدارة الحالية، وكذلك في طهران، هو غموض تحركاته المستقبلية؛ حيث لا أحد يعرف بالضبط ما الذي سيقرره، والجميع في انتظار خطوات يصعب التنبؤ بها.

تحرير : عبدالله الحسيني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى