قراءة المساء في “آخر نداء قبل الإقلاع” لتوفيق بوعشرين: هل يلمح إلى الهجرة؟.

تعد تدوينة توفيق بوعشرين بعنوان “آخر نداء قبل الإقلاع” بمثابة شهادة مريرة عن الواقع الذي يعيشه الرجل من وحشة وغربة داخل المجتمع ، إنها ليست مجرد كلمات، بل هي صرخة تشخص الوضع المزري الذي يعاني منه الكثير من المواطنين حسب قول صاحب الأخبار المغربية السابق .

بوعشرين في هذه التدوينة لا يكتفي بنقد الوضع القائم، بل يُلمح بشكل غير مباشر إلى أحد الحلول التي قد يفكر فيها العديد من الشباب المغاربة: الهجرة.

بداية، يمكن ملاحظة أن بوعشرين يتحدث عن التفاوت الكبير بين فئات المجتمع المغربي، حيث يُشير إلى أنه رغم أننا “نعيش في مكان واحد”، إلا أن “كل واحد منا يعيش حياة مختلفة”. تلك الفجوة، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي، هي التي تساهم في خلق مشاعر الاغتراب بين أفراد المجتمع، وتحفز البعض على التفكير في مغادرة الوطن بحثاً عن حياة أفضل.

أما في قوله “نعيش في مغرب واحد لكن نتحرك بسرعتين أو أكثر”، فيمكننا أن نستنتج أن بوعشرين يضع يده على نقطة غاية في الأهمية، وهي أن الحياة في المغرب تتفاوت بشكل كبير بين من يمتلكون الوسائل للارتقاء والمضي قدماً، وبين من لا يملكون سوى القليل للبقاء على قيد الحياة. وهذا التفاوت قد يخلق شعوراً باليأس، خاصة لدى الشباب الذين يطمحون في تحسين أوضاعهم، ما يجعل الهجرة خياراً أكثر جذباً لهم.

وفي نهاية التدوينة، يستحضر بوعشرين مقولة الكاتب المصري الساخر جلال عامر، التي تقول: “إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يهاجر فوراً”. هذه الإشارة قد تكون بمثابة توجيه غير مباشر من بوعشرين لشباب المغرب الذين قد يشعرون بأن بلادهم لم توفر لهم الفرص المناسبة للعيش بكرامة وراحة.

إن قوله “إذا الشعب أراد الحياة” مرتبط برغبة في الهجرة، وهي دعوة ضمنية للهروب من واقعٍ يشعر الكثيرون بعدم القدرة على تغييره.

إذن، وبالرغم من أن بوعشرين لا يصرح بشكل صريح عن رغبة في الهجرة، إلا أنه يلمح إليها من خلال تسليط الضوء على الانقسامات والظلم الاجتماعي الذي يدفع العديد من الشباب إلى التفكير في مغادرة الوطن للبحث عن حياة أفضل.

الهجرة هنا لا تقتصر على الانتقال الجغرافي فقط، بل هي تعبير عن اليأس من تحسين الوضع داخل الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى