مثير للسخرية .. مجلس عمالة فاس جلسات التصوير بدل جلسات العمل.

في مشهد لا يخلو من الطرافة، عقد مجلس عمالة فاس جلسة “عمل” ظهر فيها رئيسه السيد حسن التازي شلال ونائبه السيد طارق الودغيري محاطين بوفد أممي ومسؤولي وزارة الصحة، لمناقشة قضية “حيوية” تهم مكافحة السيدا والسل. لقاء بدا أشبه بفيلم دعائي أكثر منه محاولة جادة لمعالجة المشاكل الحقيقية التي تواجه سكان المدينة.

وكالعادة، لم يكتف المجلس بعقد هذا الاجتماع، بل هرع لنشر صوره عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، مرفقة بسيل من المعلومات عن الحاضرين والتوصيات، وكأن الهدف الأساسي هو إقناع المواطنين بأن المجلس يعمل بجد ونشاط. لكن، هل تساءل المجلس عن مدى ارتباط هذه القضايا بـ”الأولويات” الملحة التي تؤرق سكان فاس؟

في وقت تحتاج فيه المدينة إلى إصلاح شوارعها المهترئة، حل مشكلة النقل العام، أو معالجة معضلة البطالة في الأحياء الفقيرة، ينشغل مجلس العمالة بجلسات نقاشية حول “ميثاق المدينة بدون سيدا”. صحيح أن الصحة العامة مهمة، لكن هل هذه هي المعركة الأولى التي يجب أن يخوضها المجلس في مدينة تعاني من شتى أنواع التهميش؟

يبدو أن السادة أعضاء المجلس يدركون أن الواقع الصعب لا يرحم، فاختاروا ببراعة الهروب إلى قضايا براقة يمكن استخدامها في تلميع صورتهم الباهتة. نشر الصور على فيسبوك مع الكلمات المنمقة أصبح الطريقة المفضلة لتغطية العجز عن تقديم حلول ملموسة.

المثير للسخرية أن هذه الاجتماعات غالبًا ما تخرج بتوصيات ضخمة وعناوين براقة، بينما على الأرض لا يرى المواطن أي تغيير. وبما أن المجلس على ما يبدو يعشق “التصوير”، فقد يكون من الأفضل لهم الاستثمار في كاميرا احترافية بدلاً من إضاعة الوقت في قضايا لا تعني المواطن بشيء.

في النهاية، لا يمكننا إلا أن نهنئ المجلس على جهوده الحثيثة في إتقان فن التسويق على منصات التواصل الاجتماعي. أما سكان فاس، فعليهم أن ينتظروا، ربما تأتي صورة جديدة على الفيسبوك تحمل خبرًا عن إصلاح حقيقي بدلًا من الخطابات والوعود.

“المدينة تنتظر… والمجلس منشغل بالتصوير”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى