“هل ينتظر المسؤولون حتى يصبح تلوث القنيطرة كارثة صحية؟”
يشهد سكان مدينة القنيطرة منذ سنوات تزايدًا ملحوظًا في انبعاثات الروائح الكريهة التي غزت شوارعهم، مهددة حياتهم وصحتهم بشكل متسارع. فمطرح النفايات العشوائي في منطقة “أولاد برجال” والمصانع الملوثة المنتشرة في المدينة أصبحا المصدرين الرئيسيين لهذه الروائح التي تحمل في طياتها أخطارًا صحية جسيمة. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستظل السلطات المحلية صامتة أمام هذه الأزمة البيئية المتفاقمة؟
يؤكد الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، أيوب كرير، أن الروائح لا تقتصر على التلوث الهوائي فقط، بل تؤثر بشكل خطير على الجهاز التنفسي لسكان المدينة، مما يؤدي إلى تفاقم حالات الربو والأمراض التنفسية الأخرى، بل قد تسهم في انتشار أمراض أكثر خطورة مثل السرطان. المشكلة تتفاقم بشكل خاص خلال الليل، حيث تغمر المدينة غازات سامة ومواد كيماوية ضارة تخرج من المصانع القريبة.
ورغم هذه المخاطر الكبيرة على صحة المواطنين، لا تجد هذه التحذيرات صدى يذكر من المسؤولين المحليين أو الإقليميين. وكما يشير كرير، فإن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى زيادة معدلات الأمراض المزمنة، ويؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية لسكان المدينة، مما يسبب التوتر والاكتئاب بين الكثيرين.
وبالإضافة إلى المصانع القريبة من واد سبو ومنطقة الساكنية، التي تساهم بشكل كبير في تفاقم الأزمة، يعد مطرح النفايات العشوائي في “أولاد برجال” أحد أبرز الملوثات التي تساهم في انتشار الروائح الكريهة، خاصة في غياب أي خطة واضحة لإعادة تأهيله بما يتوافق مع المعايير البيئية.
يستمر الخبراء في التحذير من أن استمرار تلوث الهواء في القنيطرة سيؤدي إلى كارثة صحية واقتصادية حقيقية، تهدد استدامة المدينة ومستقبلها. وبناءً على ذلك، هل ستستمر الجهات المعنية في تجاهل هذه الأزمة، أم سيكون هناك تدخل حقيقي لحلها؟ إن سكان القنيطرة في حاجة ماسة إلى تحرك جاد وفوري لحماية صحتهم وبيئتهم.
تحرير:سلمى القندوسي