هَلْ يُصْلِحُ العَطّارُ مَا أفسَدَهُ الدّهرُ ؟

يبدو أن المجهودات المبذولة لخفظ أتمنة اللحوم الحمراء لم تأت بالنتائج المرجوة ، على الأقل حتى الآن .
ولفهم سلوك السوق هذا ، كان لابد من التواصل مع بعض مهنيي الجزارة ومربي العجول لاستقراء وجهة نظرهم وما يرونه سبيلا للخروج من الوضع الحالي .
بهذا الخصوص أكدت بعض المصادر الخاصة من مربين وجزارين بمنطقة زعير ضواحي العاصمة الرباط ، أن ثمن تكلفة اللحوم الحمراء أول أمس الخميس بسوق ” الزحيليكة ” تجاوز 100 درهم للكيلو الواحد ، وهو ما اعتبر أمرا غير عادي بالنظر لما تم تداوله من أخبار عن دخول كميات مهمة من اللحوم المستوردة من الخارج ، وأضافت نفس المصادر مستدركة ، لقد عرفت الاسواق انخفاضا طفيفا في الأسابيع القليلة الماضية ، لكنها سرعان ما ارتفعت من جديد .
وعن اسباب هذه الظاهرة ، يؤكد ذات المهنيون أنه بعد عملية استيراد اللحوم ، تكبد المربون مؤخراً خسائر مهمة عند البيع ، جعلت بعضهم يؤجل عرض عجوله في الاسواق لوقف النزيف ، وهو ما خلق ارتباكا وندرة في المنتوج .
وعن تصورهم للحل ، أكدت ذات المصادر أن توفير الأعلاف بكميات كبيرة وبأثمنة مناسبة للفلاح والمربي هو السبيل الوحيد لترميم وتطوير القطيع الوطني ، مع تشجيع الإنتاج ، اما استيراد اللحوم الجاهزة دون التفكير في دعم المربي المحلي فهي محاولة من ” العطار لإصلاح ما أفسده الدهر ” .

تحرير: محمد هلالي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى