“سيتي باص: عار النقل العام في فاس ووصمة فشل تتحملها السلطات”

تعيش مدينة فاس أزمة خانقة في قطاع النقل العام، حيث أصبحت شركة “سيتي باص” رمزاً لمعاناة السكان اليومية، خاصة في الأحياء الشعبية التي لا تصلها الحافلات أو تظل تحت رحمة خدمات غير مستقرة، على مدى سنوات، فشلت “سيتي باص” في تقديم خدمة لائقة، مما جعلها عنواناً لسوء التخطيط والتسيير في قطاع النقل الحضري، وواحدة من أكثر القضايا إلحاحاً في الشكاوى اليومية للسكان.

في الأحياء الهامشية لفاس، يُحرم المواطنون من حقهم في النقل العام، ويضطرون للاعتماد على وسائل غير نظامية أو الانتظار لساعات للحصول على حافلة مكتظة بالكاد تصل إلى وجهتها، ويبرز هذا الوضع ضعف سيتي باص في توفير خدمات شاملة، حيث لا تغطي جميع الأحياء، مما يعزل آلاف المواطنين ويصعب عليهم التنقل إلى أعمالهم ومدارسهم، ويرسم صورة قاتمة عن البنية التحتية لمدينة تعاني من تدهور في الخدمات العامة.

المجلس الجماعي بفاس لم ينجح حتى الآن في حل هذا الملف، الذي يثير حفيظة الساكنة ويزيد من شعورهم بالإحباط والتجاهل، ورغم العديد من الوعود بتحسين الخدمة ورفع مستوى الجودة، لم يحدث أي تقدم ملموس، فيما تبدو جهود المجلس عاجزة عن كسر هذا الجمود، في الوقت الذي تتطلع فيه فاس إلى المستقبل، مع استضافة فعاليات رياضية عالمية مثل كأس العالم 2030، تبدو صورة النقل العام المتردية عائقاً أمام أي طموح لتقديم المدينة كوجهة مضيافة ومتقدمة.

في قلب هذه الأزمة يقف صاحب شركة “سيتي باص”، مطيع، الذي يعيش خارج أرض الوطن، يبدو أن العيش بعيداً عن مشاكل المدينة قد أسهم في تقليل اهتمامه بمعاناة الساكنة، إذ تظل مشاكل النقل بالنسبة له أمراً ثانوياً مقارنة بحياته في الخارج، في حين أن أزمة النقل في فاس تتفاقم، وتزداد شكاوى السكان يوماً بعد يوم، ما يترك انطباعاً قوياً بأن الشركة غير معنية بإيجاد حلول جذرية أو الاستثمار في تحسين خدماتها.

ذالآمال اليوم معلقة على والي جهة فاس-مكناس الجديد، معاذ الجامعي، الذي من المتوقع أن يتدخل بجدية لحل هذا الملف العالق، سكان المدينة يترقبون خطوات حازمة تضع حداً لمعاناتهم اليومية مع النقل، وتضع سيتي باص أمام مسؤولياتها، وتضع خططاً واضحة تواكب التطلعات نحو خدمة تليق بالمدينة، خاصة مع دخول فاس في مرحلة جديدة من التطوير والسعي لاستضافة فعاليات دولية كبرى، بالتنسيق وتكثيف الجهود بين كل القوى الفاعلة، يمكن لهذا الملف أن يصبح مقدوراً عليه، ليعيد الأمل لسكان العاصمة العلمية في مستقبل أفضل للنقل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى