الأنصاري محامٍ بارع أم رئيس جهة فاشل؟
الأنصاري محامٍ بارع أم رئيس جهة فاشل؟
تستمر جهة فاس مكناس في التراجع تحت قيادة عبد الواحد الأنصاري، المحامي الذي يفتقر إلى المعرفة القانونية الحقيقية، ويواجه اتهامات متزايدة من ضحايا في مجال مهنته، فضلاً عن العديد من الشكايات التي تهدد مستقبله المهني والسياسي في آنٍ واحد، ما يزيد من حجم الخيبة والتراجع الذي تعيشه الجهة، مصادر جريدة “المساء” تؤكد أن الأنصاري لا يتمتع بالكفاءة القانونية المطلوبة، حيث أظهرت معطيات وجود عدد من الملفات التي قد تعصف بمستقبله كمحام ورجل سياسة.
بينما تعاني جهة فاس مكناس من تآكل قطاعاتها الحيوية مثل الصناعة التقليدية والسياحة، يطل علينا الأنصاري بخطابات مستنسخة لا تحمل سوى وعود معلّقة في الهواء، فأين هي الاستراتيجية التي تُعيد إحياء هذه القطاعات وتجعل الجهة تنافس على المستوى الوطني والدولي؟ يبدو أن مكتبه تحول إلى غرفة انتظار للأزمات بدل أن يكون مركزًا لصنع الحلول، ما عمّق حالة التراجع الاقتصادي والاجتماعي.
الأنصاري يُحب أن يتغنى بالمقاربة التشاركية، ولكن الحقيقة على الأرض تقول عكس ذلك تمامًا، تغييب الفاعلين المحليين من قرارات الجهة بات سمةً رئيسية لإدارته، ما خلق فجوة خطيرة بين السلطة المنتخبة والمواطنين الذين يفترض أنهم أول المستفيدين من هذه القرارات، أين المجتمع المدني؟ أين الأكاديميون؟ وأين الخبراء؟ أم أن رئيس الجهة اكتفى بجعل مكتبه حكرًا على دائرة ضيقة من “المقربين”؟
أين المشاريع الكبرى التي وعد بها الأنصاري عند تسلمه القيادة؟ محطة القطار بفاس التي يُفترض أن تكون واجهة حضارية للمدينة لا تزال في حال يرثى لها، والبنية التحتية المتهالكة باتت عارًا على المنطقة، أما في القرى والمناطق النائية، فالوضع أسوأ بكثير، حيث يعيش السكان تحت وطأة التهميش المزمن، وكأن هؤلاء ليسوا جزءًا من الجهة التي يدّعي الأنصاري قيادتها، منذ متى كان تهميش القرى سياسة تنموية؟ يبدو أن رئيس الجهة يعتقد أن فاس ومكناس هما كل شيء، فيما تغرق باقي المناطق في بحر من الفقر وضعف الخدمات الأساسية، المدارس القروية متهالكة، المراكز الصحية معدومة، والبنية التحتية تكاد تكون أثرًا بعد عين.
عبد الواحد الأنصاري يتقن فن الخطابة، لكن يبدو أن خطابه يدور في دائرة مفرغة، نفس العبارات، نفس التبريرات، ونفس الأعذار، الوقت يمر، والمواطن لم يرَ إلا المزيد من التدهور، لا يكفي الحديث عن “خطط مستقبلية” بينما الحاضر يغرق في الأزمات، المحامي الذي فشل في استيعاب أبسط قواعد الإدارة العمومية بات رمزًا لمرحلة من التراجع والجمود، حيث لا إنجازات تُذكر ولا رؤى تُبنى عليها آمال المستقبل.
إن كان الأنصاري يعتقد أن تسيير الجهة هو مجرد إدارة يومية بلا رؤية، فهو مخطئ، مواطنو جهة فاس مكناس بحاجة إلى قائد يمتلك الجرأة والإبداع للتعامل مع التحديات بدل التهرب منها، المستقبل لا يُبنى على الخطابات ولا على الشعارات، بل على إنجازات ملموسة تُحدث تغييرًا حقيقيًا في حياة الناس.
جهة فاس مكناس تحتاج إلى أكثر من مجرد رئيس، تحتاج إلى قائد يُؤمن بالتغيير ويعمل لأجله، أما الأنصاري، فإن استمراره بهذه الوتيرة، فلن يُذكر في تاريخ الجهة سوى كرمز لمرحلة من التراجع والخيبة.