الجهوية المتقدمة.. هل يستطيع مجلس جهة فاس-مكناس تجاوز التحديات الحقيقية؟
عقد مكتب مجلس جهة فاس-مكناس اجتماعا يوم الإثنين 09 دجنبر 2024 بمقر الجهة، برئاسة السيد عبد الواحد الأنصاري، رئيس مجلس الجهة، وذلك لتحضير مشاركة الجهة في المناظرة الوطنية الثانية للجهوية المتقدمة التي ستنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في مدينة طنجة يومي 20 و21 دجنبر 2024. المناظرة التي تحمل شعار “الجهوية المتقدمة بين تحديات اليوم والغد” تعتبر فرصة مهمة لتسليط الضوء على المنجزات والتحديات المرتبطة بالجهوية.
على الرغم من أهمية هذه المناظرة، تظل التساؤلات قائمة حول ما إذا كانت مناقشاتها ستفضي إلى نتائج ملموسة تُسهم في تجاوز التحديات الحقيقية التي تواجهها الجهة، أم أنها ستكون مجرد محطة لتبادل الآراء وتجميل الواقع. خلال الاجتماع، أكّد السيدات والسادة أعضاء المكتب على أهمية المناظرة، مشيرين إلى أنها ستوفر فرصة لتجديد التفكير في التحديات الكبرى التي تواجه الجهوية المتقدمة، لكن هل سيتجاوز النقاش من جانب الجهة هذه المرة الجانب النظري إلى واقع ملموس ينعكس على حياة المواطن في فاس-مكناس؟
من جهة أخرى، تم اطلاع الحاضرين على مستجدات برنامج التنمية الجهوية 2022-2027، حيث تم التركيز على إعداد أولويات المشاريع والبرامج بما يتماشى مع الرهانات والتحديات التي فرضتها الظرفية الراهنة. لكن هل ستكون هذه المشاريع فعلاً قادرة على التصدي للمشاكل الهيكلية التي يعاني منها سكان المنطقة، أم ستظل هذه البرامج تكرارًا لحلول سابقة لم تحقق نتائج حقيقية؟
كما تناول الاجتماع موضوع تنظيم معارض ومنتديات تسهم في الإقلاع السياحي بالجهة، وإنعاش الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وهو ما يُعد خطوة إيجابية نحو تعزيز مكانة فاس-مكناس على الصعيدين الوطني والدولي. لكن، يبقى السؤال الأهم: هل ستكون هذه المبادرات قادرة على جذب الاستثمارات السياحية الحقيقية، أم أنها مجرد فعاليات مؤقتة لا تلبّي طموحات المجتمع المحلي في استدامة التنمية الاقتصادية؟
الحديث عن الجهوية المتقدمة في فاس-مكناس يعكس تطلعات كبيرة نحو تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي، لكن التحديات الحقيقية التي يواجهها المواطنون في المنطقة تتطلب أكثر من مجرد كلمات في مناظرة أو تصريحات في اجتماعات. إنه يتطلب تنفيذًا حقيقيًا لمشاريع تهدف إلى تحسين بنية الجهة، مواجهة البطالة، تطوير البنية التحتية، وتعزيز مكانة فاس-مكناس كوجهة سياحية واقتصادية فعالة.
هل يستطيع مجلس جهة فاس-مكناس تجاوز هذه التحديات وتقديم حلول واقعية من خلال المشاركة في المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة؟ هذا ما سيكشفه الزمن، وأمام الجميع مسؤولية متابعة التطورات عن كثب لضمان أن الجهوية المتقدمة لا تبقى مجرد شعار، بل تتحول إلى واقع يشعر به كل مواطن في الجهة.