حميد شباط يطالب واشنطن بتأكيد دعمها للمغرب عبر فتح قنصلية في الصحراء المغربية.
في تصريح خاص لجريدة “المساء” الإلكترونية، اعتبر حميد شباط، الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، أن صعود دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة كان نقطة تحول حاسمة في دعم المغرب، مشيرًا إلى أن هذا التوقيت كان بمثابة فرصة استراتيجية للمملكة لاستثمار علاقة جديدة مع واشنطن بما يخدم مصالحها الوطنية الكبرى، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية.
وأضاف شباط أن توقيع ترامب على قرار الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء المغربية لم يكن مجرد خطوة دبلوماسية تقليدية، بل كان بمثابة انقلاب جذري في موازين القوى السياسية في المنطقة. هذا القرار، في نظر شباط، أغلق نهائيًا جميع النقاشات والمطالبات المتعلقة بالاستفتاء أو أي طرح آخر يخص النزاع حول الصحراء. وأكد أن هذا الاعتراف يمثل “ورقة رابحة” للمغرب، تجمع بين الدعم السياسي والاقتصادي والتنموي، حيث أكدت الولايات المتحدة استعدادها لدعم مشاريع التنمية في المنطقة، وهو ما يسهم في تحسين أوضاع الصحراويين وتعزيز استقرار المنطقة.
وتابع شباط قائلاً: “إن هذا الموقف الأمريكي القوي يشكل تحولًا مهمًا في العلاقات الأمريكية-المغربية، التي شهدت تطورًا ملحوظًا خلال فترة رئاسة ترامب، ويعكس سياسة جديدة أكثر دعمًا لحقوق الدول في ممارسة سيادتها، بما يتماشى مع المصلحة العليا للمغرب في الصحراء”. واعتبر أن صعود ترامب كان بمثابة فرصة ذهبية للمغرب لكي يعزز مكانته على الساحة الدولية ويؤكد سيادته على كامل أراضيه.
كما أضاف شباط أن “المغرب، الذي كان أول دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية، يحق له اليوم أن ينعم بتقدير مماثل من واشنطن”. واعتبر أن هذا الموقف الأمريكي بمثابة ردٍّ للجميل على التاريخ المشترك بين البلدين، قائلاً: “إن موقف دونالد ترامب هو رد فعل طبيعي وشرعي من دولة كبرى تجاه حليف استراتيجي قديم”. كما أكد أن المغرب، بموقعه الاستراتيجي وقوة سيادته، لن يسمح لأي كان بالمزايدة في قضية الصحراء سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، مبيّنًا أن الصحراء المغربية هي جزء لا يتجزأ من المملكة، ولن تُنَازَع في ذلك.
وشدد شباط على أن هذا القرار يفتح أبوابًا جديدة للمغرب في مختلف المحافل الدولية، كما أنه يشكل تحولًا في موقف الأمم المتحدة التي بدأت تتبنى أكثر فأكثر رؤية المغرب للحل العادل والدائم في الصحراء، معتبراً أن هذا التحول في السياسة الدولية يدعم موقف المملكة بشكل كبير.
وختم شباط تصريحه بأن المغرب يجب أن يستفيد من هذه الفرصة التاريخية لتعزيز علاقاته مع الولايات المتحدة وحلفائها، بالإضافة إلى الدفع بمزيد من المشاريع التنموية في الصحراء المغربية، تحقيقًا للأمن والاستقرار والازدهار لشعبه.
وفي السياق ذاته، أشار شباط إلى أن الدستور المغربي لعام 2011 كان واضحًا وجاء بمشروع الجهات، مشددًا على أن الجهة الصحراوية لا يمكن أن تكون استثناء في هذا التوجه الوطني. وقال: “إنه من الأكيد أن الجهة هناك تطالب بالاستقلال الكامل للصحراء المغربية، ومن حقها أن تتمتع بالاستقلال الكامل دون أي تسويف أو تأجيل، فليس هناك مجال للمزايدات أو البيع والشراء بهذا الملف، وهو أمر يجب أن يكون حاسمًا وواضحًا للجميع”.
وأضاف شباط: “إن متمنيات الشعب المغربي والدولة أن تفتح الولايات المتحدة الأمريكية قنصلية لها في الصحراء المغربية، وهو ما سيكون تأكيدًا عمليًا على دعم واشنطن الكامل لسيادة المغرب على أراضيه، وإشارة قوية للمجتمع الدولي حول موقف الولايات المتحدة الثابت في هذا الشأن”.