“البوفا”.. خطر يهدد مستقبل شباب المغرب.

في السنوات الأخيرة، أصبح مخدر “البوفا” واحدًا من أكثر الظواهر المثيرة للقلق في المغرب، حيث انتشر بشكل كبير بين فئات الشباب، خصوصًا في الأحياء الشعبية والمناطق الهامشية، هذا المخدر الذي يوصف بأنه “كوكايين الفقراء” يتميز بتكلفته المنخفضة وتأثيراته القوية التي تضعف الجسد والعقل بسرعة كبيرة، مما يجعله جذابًا للعديد من الشباب الذين يعانون من ضغوط اجتماعية واقتصادية.

“البوفا” هو مخدر صناعي يتكون من مواد كيميائية شديدة الخطورة مثل الميثامفيتامين، ويتم مزجه بمواد أخرى لتعزيز تأثيره المخدر. رغم سهولة الحصول عليه وسعره الزهيد، إلا أن هذا المخدر يحمل آثارًا مدمرة على الصحة النفسية والجسدية لمستخدميه.

العديد من الشباب الذين وقعوا في فخ هذا المخدر يعانون من اضطرابات نفسية حادة مثل الهلوسة والعنف، بالإضافة إلى تأثيرات جسدية خطيرة تؤثر على القلب والجهاز العصبي، مما قد يؤدي إلى الوفاة

.انتشار “البوفا” يعكس مشكلة أعمق تتعلق بغياب التوعية وضعف الدعم الاجتماعي والنفسي للشباب، في ظل البطالة والتهميش يجد العديد من الشباب أنفسهم عرضة للانجراف نحو هذه الآفة حيث أن العائلات أيضًا تواجه صعوبات كبيرة في التعامل مع أبنائها المدمنين، في غياب موارد كافية للتأهيل والعلاج.

الجهود الأمنية وحدها لا تكفي لمكافحة هذا الخطر. يجب أن تكون هناك مقاربة شاملة تتضمن حملات توعية تستهدف الشباب في المدارس والجامعات، بالإضافة إلى توفير بدائل إيجابية مثل الأنشطة الرياضية والثقافية وفرص العمل.

كما أن إنشاء مراكز متخصصة لعلاج الإدمان وتقديم الدعم النفسي يمكن أن يسهم بشكل كبير في إعادة تأهيل الشباب وإنقاذهم من براثن المخدرات.في نهاية المطاف، “البوفا” ليس مجرد مشكلة فردية بل هو تهديد حقيقي للمجتمع بأسره.

التصدي لهذه الظاهرة يتطلب تضافر الجهود بين مختلف الفاعلين، من سلطات وأسر وجمعيات مدنية، لضمان مستقبل أفضل لشباب المغرب وحمايتهم من السقوط في هاوية الإدمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى