حين يُقتل حلم المحامي في محراب العدالة…أمين نصر الله يواجه الظلم بالقانون

في خطوة جريئة تعكس حجم المعاناة، خرج المحامي الشاب أمين نصر الله عن صمته ليعلن عن بدء معركة قانونية لاسترداد حقه وكرامته، بعد أن تعرض لما وصفه بـ”ظلم تقشعر له الأبدان”. في بيان مؤثر قال نصر الله: “قمت بالمستحيل من أجل ارتداء هذه البدلة التي سخرت لها كل مجهود في حياتي. وحتماً سأقوم بكل شيء مشروع لكي أرتديها عن حق مرة أخرى، ولو كلفني الأمر حياتي”.

هذه الكلمات تحمل في طياتها صرخة إنسانية ومهنية، حيث يجد محامٍ شاب نفسه في مواجهة ما يبدو أنه خروقات هزت حياته المهنية والشخصية. وهذا يتنافى مع روح القانون التي تعتمد أساساً على حماية الكرامة الإنسانية. يقول القاضي البريطاني الشهير لورد دينينغ: “العدالة هي أولى الفضائل، وهي التي تعطي للقانون معناه الحقيقي”.

نصر الله أكد أن الخروقات التي شابت ملفه ليست مجرد إجراءات غير عادلة، بل انتهاك صارخ للمبادئ الأساسية التي تقوم عليها الأنظمة القانونية في العالم. المادة 14 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية تنص بوضوح على حق كل إنسان في محاكمة عادلة ومنصفة، وهي قاعدة قانونية تتجاوز الحدود الوطنية.

في مقاله الشهير في Harvard Law Review، يشدد الفيلسوف القانوني جون رولز على أن “القانون يفقد شرعيته عندما يعجز عن ضمان المساواة بين الأفراد”، وهي إشارة تنطبق على قضية نصر الله، الذي تحدث عن شعور بـ”إعدام طموحاته ومسيرته المهنية” نتيجة ممارسات تعسفية لا تراعي جوهر العدالة.

مأساته تعيد إلى الأذهان مقولة مونتسكيو الشهيرة: “لا يكون القانون عادلاً إلا إذا كان إنسانياً”، وهو ما يضع قضية أمين نصر الله تحت المجهر كاختبار حقيقي لنزاهة المنظومة القانونية.

وفي نداء مباشر للملك، خاطب نصر الله جلالة الملك قائلاً: “أنا مظلوم ظلماً تقشعر له الأبدان وتشيخ من هوله الولدان. هل يرضيك أن يُعدم شاب كرّس حياته ليكون مواطناً محباً لوطنه؟ حتماً وقطعاً لا”.

ما يزيد من أهمية هذه القضية هو ما كشفه نصر الله عن تفاصيل خروقات وصفها بالخطيرة، مشيراً إلى أنها كانت كفيلة بتحويل العدالة إلى أداة لإقصائه. وهذا يتعارض مع القيم العالمية التي ينص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، خاصة المادة 7 التي تضمن حماية الأفراد من أي معاملة جائرة أو تمييز.

في تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية، شدد الأمين العام السابق كوفي عنان على أن “القانون يجب أن يكون ملاذاً للضعفاء، لا سلاحاً بيد الأقوياء”، وهو المبدأ الذي يسعى نصر الله إلى تذكير الجميع به من خلال معركته القانونية.

أمين نصر الله ليس مجرد فرد يطالب بحقه، بل هو رمز لمعركة أكبر ضد أي شكل من أشكال الظلم الذي يمكن أن يتسلل إلى محراب العدالة. قضيته دعوة صريحة لإعادة الاعتبار للقانون كوسيلة لتحقيق الإنصاف وضمان الكرامة الإنسانية.

في انتظار ما ستكشفه الأيام القادمة، تبقى كلمات نصر الله شاهدة على قوة الإنسان في مواجهة الظلم، وإصراره على استعادة ما سُلب منه، ليس فقط من أجل نفسه، بل من أجل كرامة العدالة ذاتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى