“سماعيل الجاي” نموذج للفشل السياسي في تدبير الشأن المحلي بمقاطعة زواغة.
منذ توليه رئاسة مجلس مقاطعة زواغة، أثبت سماعيل الجاي أنه بعيد عن المهام القيادية الحقيقية، ليُظهر نفسه كنموذج للفشل السياسي والإداري في تدبير الشأن المحلي، على الرغم من الوعود التي أطلقها في حملته الانتخابية والتي كانت تركز على تحسين مستوى الخدمات الأساسية وتطوير بنية المقاطعة التحتية. لكن، وعلى أرض الواقع، ظل الجاي غارقاً في فشل ذريع، وهو ما جعل المواطنين في المقاطعة يكتشفون في وقت مبكر أن وعوده كانت مجرد كلمات فارغة.
أحد أبرز السمات التي ميزت فترة رئاسة الجاي كانت غيابه المستمر عن مشاكل المواطنين. فقد ظل بعيداً عن معاناتهم اليومية في الأحياء الشعبية مثل بنسودة، المرجة، والمسيرة، وهي أحياء تعاني من ضعف كبير في الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والنقل، بالإضافة إلى تدهور البنية التحتية. ورغم هذه الظروف الصعبة، لم يتخذ الجاي أي خطوات ملموسة لتحسين الوضع. غيابه المستمر جعل وجوده داخل المجلس مجرد صورة شكلية. وباتت مشاركاته تقتصر على المناسبات الإعلامية التي تخدم صورته، بدلاً من أن يُولي اهتمامه للقضايا التي تهم المواطنين فعلاً.
في ظل هذا الغياب، يعاني مجلس المقاطعة من تدهور في قدراته السياسية، حيث يفتقر العديد من الأعضاء إلى الوعي الكافي بصلاحياتهم. هذا الواقع حول المجلس إلى ساحة للصراعات الشخصية، بدلاً من أن يكون مؤسسة تعمل على تحسين حياة المواطنين. وأصبح الشغل الشاغل للأعضاء هو مصالحهم الشخصية، بدلاً من تقديم حلول عملية للمشاكل التي تواجه المقاطعة.
من جهة أخرى، لا يمكن إغفال حقيقة أن الجاي يمثل فئة من السياسيين الذين لا يهتمون بالطبقات الهشة والمستضعفة في المجتمع. في الوقت الذي يعاني فيه سكان الأحياء الشعبية من التهميش والفقر، وجد الجاي نفسه غارقاً في مصالحه الضيقة، متجاهلاً تماماً احتياجات هذه الفئات التي هي الأكثر حاجة للرعاية والتضامن. هذا التصرف يعكس انعدام الإحساس بالمسؤولية تجاه المواطنين الذين كانوا يأملون أن يُحدث لهم هذا المسؤول تغييراً ملموساً في حياتهم اليومية.
كما شهدت الاجتماعات التي تعقدها مقاطعة زواغة حالات من الفوضى وعدم التنسيق بين أعضاء المجلس، حيث تردد في بعض الاجتماعات استخدام كلمات نابية وغير أخلاقية من بعض الأعضاء، مما عمّق الهوة بين الأغلبية والمعارضة، وأثر سلباً على العلاقات بين المجلس والمجتمع المدني. هذا الواقع يعكس غياب الانضباط السياسي وغياب القيادة القوية التي كان من المفترض أن يتوفر عليها الجاي.
إن غياب الرؤية الاستراتيجية وتخلي الجاي عن دوره كقائد محلي يضر بمصلحة المدينة وسكانها. ولابد من مراجعة حقيقية لمواقف الجاي وأدائه السياسي ليعرف المواطنون أنه بإمكانهم الحصول على خدمات محلية حقيقية بدلاً من الاكتفاء بوعود فارغة ومشاريع وهمية.