“في قلب مراكش: ندوة علمية تناقش العنف ضد النساء ورؤية جديدة للتنمية المستدامة”
استضافت مدينة مراكش، يومه الثلاثاء 3 دجنبر 2024، ندوة علمية هامة بمقر جمعية النخيل، حول موضوع “سياسات الدولة في مكافحة العنف ضد النساء ودور المرأة المحوري في تحقيق التنمية المستدامة”. هذه الندوة، التي نظمتها جمعية النخيل بشراكة مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، وماستر “الحكامة المالية والسياسات العامة الترابية”، جمعت نخبة من الباحثين والخبراء لمناقشة هذه القضية المجتمعية الملحة.
بدأت أشغال الندوة بحفل استقبال رحب فيه المنظمون بالضيوف والمشاركين، تلته كلمة افتتاحية ألقاها السيد رئيس جمعية النخيل، تناول فيها الجهود التي تبذلها الجمعية لدعم حقوق النساء ومحاربة العنف المبني على النوع الاجتماعي. كما ألقى السيد عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية كلمة أكد فيها أهمية تعزيز التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني للتصدي لهذه الظاهرة، في حين استعرض السيد منسق ماستر “الحكامة المالية والسياسات العامة الترابية” الدور المحوري للتكوين الأكاديمي في إعداد جيل قادر على مواجهة التحديات التنموية.
شهدت الندوة سلسلة من المداخلات العلمية، حيث قدمت الدكتورة فريدة بناني مداخلة حول “تصاعد العنف ضد النساء والفتيات: خلاصة دراسات وتقارير”، مبرزة الإحصائيات الحديثة وأبرز التحديات التي تواجه المجتمع المغربي في هذا المجال. كما تناول الدكتور الحسين الراجي، رئيس جمعية النخيل، قراءة معمقة في التشريعات الوطنية المتعلقة بمناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي، مشددًا على أهمية تطبيق القوانين بفعالية.
في مداخلة أخرى، ناقش الدكتور زكرياء أكضيض من جامعة القاضي عياض، الأبعاد الثقافية التي تؤدي إلى تبرير العنف ضد النساء، مسلطًا الضوء على دور التربية والوعي المجتمعي في تفكيك هذه التصورات السلبية.
أما الدكتور محمد العابدة، فقد استعرض في مداخلته “العنف ضد المرأة: تأملات حول الظاهرة”، الجوانب القانونية والاجتماعية، مع تقديم مقترحات لتعزيز الحماية القانونية للنساء.
اختتمت الجلسات بمداخلتين قدمتهما السيدتان وردة بالكشق وجميلة الهرود، حيث ناقشت الأولى، وهي مساعدة اجتماعية في خلية التكفل بالنساء ضحايا العنف بالمحكمة الابتدائية بمراكش، جهود الحكومة في هذا المجال، بينما تناولت الثانية، العاملة بالمستشفى الجهوي ابن زهر بمراكش، أهمية دور المساعدة الاجتماعية في تقديم الدعم النفسي والقانوني للضحايا.
تأتي هذه الندوة كمبادرة تجمع بين البحث العلمي والعمل الميداني، بهدف التصدي لظاهرة العنف ضد النساء وتسليط الضوء على دور المرأة في تحقيق التنمية المستدامة، مما يعكس الالتزام الجماعي بمعالجة هذه القضية بأبعادها المتعددة.
بقلم:راغب سهيلة