“إله المال” وسقوط القيم: قراءة في تدوينة فاطمة إحساين عن مدونة الأسرة

في تدوينة مؤثرة ومثيرة للنقاش عبر صفحتها بموقع “فيسبوك”، تناولت الكاتبة فاطمة إحساين قضية مدونة الأسرة من زاوية أخلاقية واجتماعية، منتقدة ما وصفته بسيطرة “إله المال” على العلاقات الإنسانية وتهميش القيم التي تشكل دعامة للأسرة المغربية. بأسلوب جريء، سلّطت إحساين الضوء على الانحرافات التي أدت إلى أزمات أخلاقية داخل مؤسسة الأسرة، داعية إلى مراجعة القيم الأخلاقية إلى جانب الإصلاحات القانونية.

اعتبرت إحساين أن المال أصبح معياراً مهيمناً يحدد مسار العلاقات الاجتماعية، بما في ذلك داخل الأسرة، مشيرة إلى أن هذا التركيز المفرط على الماديات أدى إلى تفشي مظاهر الانحطاط الأخلاقي، من “روتيني اليومي” إلى السلوكيات التي تتنافى مع القيم الأصيلة. وأكدت أن الابتعاد عن الأخلاق والتركيز على المال جعل الناس أسرى للأنانية والمصالح الشخصية.

انتقدت إحساين نموذج الرجال الذين يتنصلون من مسؤولياتهم الأسرية، متسائلة عن جدارة من يسعون للتعدد دون ضمان حقوق أطفالهم أو من يرمون أبناءهم وأمهاتهم إلى الشارع بعد الطلاق. ووصفت هؤلاء بأنهم لا يستحقون وصف “الرجال”، معتبرة أن تصرفاتهم انعكاس لانهيار القيم الأخلاقية والاجتماعية.

كما أشارت إلى تزايد ظاهرة عزوف النساء عن الزواج بسبب تجاربهن السلبية مع “نسل ذكور”، على حد تعبيرها، حيث أكدت أن هذا العزوف هو نتيجة مباشرة لفقدان الثقة في مؤسسة الزواج وفي قدرة الرجل على تحمل مسؤولياته.

تدوينة فاطمة إحساين ليست مجرد نقد لواقع الأسرة المغربية، بل هي دعوة صريحة إلى إعادة الاعتبار للقيم الأخلاقية التي كانت تشكل الأساس المتين للعلاقات الزوجية والأسرية. ومع استمرار النقاش حول إصلاح مدونة الأسرة، تطرح إحساين ضرورة النظر إلى الأخلاق والتربية كجزء لا يتجزأ من أي حل لضمان استقرار الأسرة والمجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى