جدل حول حرائق كاليفورنيا..غضب إلهي أم ظاهرة طبيعية؟

أثارت تصريحات نُشرت على الصفحة الرسمية للشيخ عبد الله النهاري، تربط حرائق كاليفورنيا بـ”غضب الله”، موجة من النقاش حول طبيعة الكوارث الطبيعية ودلالاتها. وفي هذا السياق، يُطرح تساؤل أساسي: هل الكوارث الطبيعية دائمًا تعبير عن عقاب إلهي أم أنها جزء من نظام كوني دقيق وضعه الله في الكون؟

الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل والفيضانات والحرائق، هي ظواهر تحدث نتيجة عوامل فيزيائية وجيولوجية تحكمها قوانين كونية ثابتة. وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا النظام الدقيق في قوله تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} (الفرقان: 2). هذه القوانين تعمل بشكل متوازن ومستقل عن تقييم أخلاقي للمتضررين، حيث تصيب الكوارث الجميع دون تمييز بين الصالح والطالح.

على سبيل المثال، لو كانت الكوارث دائمًا تعبيرًا عن غضب إلهي، لكانت تصيب فقط الظالمين أو المذنبين. لكن الواقع يظهر عكس ذلك، حيث تُحدث الكوارث خسائر بشرية ومادية في أماكن متفرقة دون النظر إلى حالة الأفراد الروحية أو الأخلاقية.

من جهة أخرى، يُبرز العلماء أن العديد من الكوارث الطبيعية تتفاقم بفعل البشر، نتيجة التغير المناخي الناجم عن الإفراط في استغلال الموارد الطبيعية والتلوث. حرائق الغابات، مثل تلك التي شهدتها كاليفورنيا، تعد مثالًا واضحًا على هذا التداخل بين العوامل الطبيعية والتدخل البشري.

إذن، الكوارث ليست بالضرورة “عقابًا إلهيًا”، بل هي جزء من نظام طبيعي معقد يهدف إلى استقرار الكون. ومع ذلك، يتحمل البشر جزءًا من المسؤولية في تفاقم هذه الظواهر من خلال ممارسات تضر بالبيئة.

هذه النقطة تثير أهمية التفكير العلمي والمسؤولية البيئية في فهم الكوارث الطبيعية، بدلاً من اختزالها في تفسيرات دينية قد تبتعد عن شمولية النظام الكوني الذي خلقه الله بحكمة وعدل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى