مقاومة التغيير…المدونة نموذجا
«نحن لم نفعل أي شيء خاطئ لكن بطريقة ما خسرنا » .
كانت هذه هي الجملة الأخيرة التي قالها الرئيس التنفيذي لشركة “نوكيا” في المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه عن قيام شركة ” ميكروسوفت ” بشراء شركة “نوكيا” .
هذه العبارة تؤكد أنه ليس ضروريا أن تخطئ كي تخسر أو تتراجع ، أو أن تفقد مكانتك ، فقد تخسر كل شيء وأنت تعتقد انك تفعل الصحيح بشكل تقليدي كما ورثته عن الآباء والأجداد .
ليس الخطأ وحده من يقودك إلى الخسارة، بل قد يقودك إليه الصحيح الذي جمدته و غفلت فيه عن حركة الحياة الدؤوبة من حولك، ونسيت التغيير المستمر الذي يجرى في محيطك .
قد تخسر ان أغفلت العلوم و تطور التقنيات، واغفلت عالم تعددت فيه الوسائل، وتنوعت الأذواق، وحافظت أنت فيه على” صحيحك ” كما كان، ظناً منك أنه محصن، يكفيه أنه صحيح، مغلف بالمقدس، الذي لا يجوز تجاوزه .
بالنهاية ستكتشف و بعد فوات الأوان أنك عمليا تخسر، رغم أنك لم تفعل شيئاً خاطئاً.
ما حل بشركة “نوكيا ” يعد مثالا حيا لمقاومة التغيير ، فهي بقيت متشبتة بما تراه ” صحيحا ” في عالم الصورة والإتصال حتى وجدت نفسها في مؤخرة الركب .
صحيح انها ام تفعل اي شيء خطأ ، لكن ايضا لم تقم بالفعل الصحيح …لم تقاوم مقاومة التغيير ..
ان النقاش الحالي الخاص بالمدونة لابذ له ان ينهل بنوع من الجرأة ، بلسان المثقف والفنان والسياسي والنقابي ، بلسان الجميع ، من التجارب الإنسانية و التاريخية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات على مر التاريخ ، ولا يقتصر الحديث عن ” هذا فيه نص قطعي وهذا فيه شيء آخر …”
تحرير محمد هلالي