إذا كانت الحرب سكينة، فلماذا لا يذهب الكتاني إلى غزة؟

بقلم:راغب سهيلة

في خطبة أقرب إلى النكتة منها إلى الموعظة، ظهر علينا الشيخ حسن الكتاني ليشاركنا رؤيته العميقة حول رفض حركة حماس تحرير الرهائن، مدعيًا أن ذلك القرار يهدف إلى عدم حرمان أهل غزة من السكينة التي تخلقها الحرب. نعم، لم تخطئ القراءة: السكينة التي تخلقها الحرب! وكأننا أمام توصية نفسية جديدة لا تتحقق إلا تحت وقع الصواريخ ورائحة البارود.

لكن هنا يطرح العقل سؤالًا بديهيًا: إذا كانت الحرب بهذا القدر من الروحانية وراحة النفس، فلماذا لا ينتقل الشيخ الكتاني بنفسه إلى غزة ليعيش هذه “السكينة” التي يعظ بها؟ ألا يستحق أن يغمره هذا النعيم الذي يتحدث عنه؟ أم أن تجربة الحرب تصلح فقط لأهل غزة، بينما يفضل شيخنا التمتع بسكينة أكثر هدوءًا في منزله، حيث لا يقاطعه سوى أذان العشاء؟

ربما يرى الشيخ أن دوره لا يتعدى التنظير من بعيد، فبينما يُنظّم سكان غزة حياتهم بين الغارات والدمار، يُنظّم الكتاني أفكاره حول “السكينة الجهادية” وهو جالس على كرسيه المريح، يتأمل معاني الصبر من بعيد، دون أن ينزعج من صراخ الأطفال أو انهيار المنازل.

ثم يأتي السؤال الأهم: إذا كانت الحرب تصنع السلام الداخلي، فهل ستتحمل نفسية الشيخ هذه التجربة الفريدة؟ أم أن هناك شكًا عميقًا في أن “سكينة غزة” قد تكون قوية جدًا على من اعتاد راحة مكيف الهواء وخطاباته على وسائل التواصل؟

يا شيخنا، غزة لا تحتاج إلى تنظيرات فلسفية عن السكينة، بل إلى دعم حقيقي وأفعال ملموسة، وإذا كنت ترى أن الحرب مصدر طمأنينة، فلماذا لا تكون أول من يلبي نداء القصف؟ أم أن “السكينة من بعيد” أهدأ وأكثر أمانًا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى