الرفيق يقود حملة لإعادة بريق الأحرار بفاس.. هل تنجح خطته في إبعاد الوزاني والعجلي؟

يعيش حزب التجمع الوطني للأحرار في مدينة فاس مفارقة سياسية واضحة وحرب باردة بين منسقيه في الشمال والجنوب، فمن جهة، يبدو التهامي الوزاني، منسق فاس الشمالية، غائباً عن المشهد السياسي وغير قادر على الحفاظ على قواعد الحزب أو التواصل معهم، ومن جهة أخرى، يونس الرفيق، منسق فاس الجنوبية ونائب رئيس جهة فاس مكناس، يتحرك بخطى واثقة لتعزيز موقع الحزب وإعادة بنائه بشكل جذري.

وفقاً لمصادر مطلعة لجريدة “المساء”، التهامي الوزاني، الذي يفترض أن يكون حجر الزاوية للحزب بفاس الشمالية، أضحى رمزاً للغياب والانقطاع، فقد تسببت سياسته المرتبكة وغيابه التام عن المشهد في استقالة عدد من المناضلين الذين التحقوا بأحزاب أخرى أكثر نشاطاً وتأثيراً في المنطقة، مثل الأصالة والمعاصرة والاستقلال، المصادر ذاتها تؤكد أن الوزاني لا يقدم أي خدمات سياسية تُذكر، بل يُتهم باستغلال منصبه لخدمة مصالحه التجارية الخاصة داخل المغرب وخارجه ، في وقت يحتاج فيه الحزب إلى قادة ميدانيين قادرين على الحفاظ على قواعده وتعزيز حضوره.

على النقيض تماماً، تشير المصادر نفسها إلى أن يونس الرفيق يقدم نموذجاً مختلفاً للمنسق السياسي، بفضل نشاطه المكثف وتواصله المستمر، استطاع الرفيق أن يكسب ثقة مناضلي الحزب بفاس الجنوبية ويعيد الثقة بين المواطنين وحزب التجمع الوطني للأحرار، لا يقتصر دور الرفيق على الاستماع لمشاكل المواطنين والترافع عنهم، بل يسعى جاهداً لاستقطاب أسماء جديدة وفاعلة لتعزيز صفوف الحزب، ما جعله رقماً صعباً في المشهد السياسي المحلي بل تعدى ذلك للعمل جهويا لجهة فاس مكناس ينسق مع أسماء كثيرة منهم سياسيين وأعيان لخوض غمار الانتخابات المقبلة بلون الحمامة .

لكن ديناميكية الرفيق لا تتوقف عند إعادة بناء الحزب فقط، بل يبدو أنه يتحرك أيضاً لتوسيع نفوذ الحزب في المدينة ككل، ما قد يشكل تهديداً لبعض الأسماء التي لطالما كانت حاضرة في المشهد السياسي بفاس؛ ووفقاً لمصادر “المساء” المطلعة، فإن الرفيق قد يكون بصدد خوض معركة سياسية كبرى خلال الانتخابات المقبلة، إما بترشحه شخصياً أو بتقديم اسم جديد قادر على تعزيز مكانة الحزب في مواجهة منافسين مثل خالد العجلي، الذي يمثل دائرة فاس الجنوبية، حيث يؤكد الرفيق لبعض زملائه ومقربيه أن العجلي خارج المعركة السياسية المقبلة .

ذات المصادر تشير إلى أن خطة الرفيق لإبعاد العجلي من المشهد السياسي ليست مجرد صراع شخصي، بل هي جزء من رؤية استراتيجية يعكف عليها الرجل كانت خفية لكنها لم تعد كذلك خلال الإيام الأخيرة ، فالتجمع الوطني للأحرار بفاس بات في حاجة ماسة إلى دماء جديدة ووجوه شابة قادرة على خلق دينامية سياسية تستجيب لطموحات المواطنين وتطلعاتهم حسب رؤية منسق الحزب .

وتؤكد مصادر “المساء” أن القيادة المركزية لحزب التجمع الوطني للأحرار تبدو مصممة على إعادة بناء حضورها بفاس، خاصة بعد الانتكاسات التي عانى منها الحزب بسبب غياب التفاعل الجاد مع قواعده، ومع تراجع دور التهامي الوزاني، وإثبات يونس الرفيق كفاءته في الميدان، قد يكون الأخير الورقة الرابحة التي تراهن عليها القيادة لتعزيز مكانة الحزب في الانتخابات المقبلة.

يبقى السؤال مطروحاً: هل تنجح خطة الرفيق في إبعاد خالد العجلي من المشهد السياسي بفاس الجنوبية؟ وهل ستُقدم القيادة المركزية على خطوة جريئة لإقصاء الوزاني وتعيين منسق جديد بفاس الشمالية؟ الإجابة على هذه الأسئلة ستحدد بلا شك مستقبل حزب التجمع الوطني للأحرار في مدينة فاس، التي أصبحت ساحة لصراعات سياسية لا تهدأ وأن مسألة التحاق المناضلين بأحزاب أخرى وصلت إلى علم القيادة المركزية الممتعضة من هاته النتائج السلبية التي تنضاف إلى لائحة الأسماء التي أساءت لحزب الحمامة سياسيا واجتماعيا وقضائيا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى