منظمة النساء الاتحاديات خطوة متقدمة في مراجعة مدونة الأسرة مع تحفظات تستدعي النقاش
عقدت منظمة النساء الاتحاديات، صباح اليوم، ندوة صحافية خُصصت لمناقشة “المقترحات العامة لمدونة الأسرة” التي أعلنت عنها الهيئة المكلفة بمراجعتها. وقد شهد اللقاء تقديم موقف المنظمة من مخرجات اللجنة، حيث عبّرت عن قبولها العام بهذه المخرجات، ووصفتها بأنها خطوة متقدمة في الاتجاه الصحيح، مع الاحتفاظ بحقها في تقديم ملاحظات بشأن بعض القضايا التي لا تزال بحاجة إلى نقاش أوسع.
وفي بيانها الصادر خلال الندوة، أكدت منظمة النساء الاتحاديات أن موقفها ينبع من التزامها الراسخ بالدفاع عن حقوق جميع مكونات المجتمع، في إطار مشروع حداثي وديمقراطي يجعل من المساواة وحماية الأسرة إحدى ركائزه الأساسية. وأشارت إلى أن هذه المخرجات الإصلاحية، رغم أهميتها، تحتاج إلى حوار مجتمعي واسع لضمان استيعاب كافة وجهات النظر وتحقيق توافق يوازن بين ثوابت الأمة ومتطلبات العصر.
دعت المنظمة إلى التفاعل الإيجابي مع الورش الإصلاحي الكبير الذي يمثله تحديث مدونة الأسرة، مشددة على أهمية العمل المشترك لضمان تنزيل فعال يحقق التوازن المطلوب. وأكدت أن إصلاح مدونة الأسرة هو فرصة لتعزيز مكانة المرأة وحماية الأسرة، في انسجام مع التحولات المجتمعية والدستورية التي يشهدها المغرب.
وأوضحت المنظمة أن هناك قضايا لا تزال بحاجة إلى نقاش أعمق، مثل الحقوق المتساوية في الزواج والطلاق، وضمان مصالح الأطفال في حالات النزاع، وتقييد تعدد الزوجات، مع مراعاة تحقيق الإنصاف في المسؤوليات الأسرية بين الزوجين.
وفي ختام الندوة، شددت منظمة النساء الاتحاديات على أن مراجعة مدونة الأسرة ليست مجرد تعديل قانوني، بل هي خطوة أساسية في بناء نموذج مجتمعي حديث يحترم القيم الديمقراطية ويحقق المساواة بين الجنسين. وأكدت أن المنظمة ستواصل العمل من أجل الدفاع عن حقوق المرأة والأسرة، داعية جميع الفاعلين إلى الانخراط بجدية في هذا الورش الإصلاحي لتحقيق التطلعات المجتمعية.
يُذكر أن مراجعة مدونة الأسرة تأتي في سياق وطني يشهد حراكاً متزايداً من أجل تعزيز حقوق المرأة وتحديث التشريعات بما يتماشى مع تطلعات المجتمع المغربي.