الزاوية الكركرية.. عندما يتحول الدين إلى مسرح لنشر الجهل والتخلف
الزاوية الكركرية هي تجسيد صارخ لعبثية الطقوس التي تُغلفها هالة روحية زائفة، تُعيدنا إلى عصور الجهل والتخلف. الشيخ فوزي الكركري وزاويته باتا يمثلان نموذجًا لخلط الدين بالخرافة، حيث تُمارس طقوس غريبة تتراوح بين الرقص الهستيري وارتداء ألبسة مزركشة بألوان صارخة، وصولًا إلى تقديس شخص الشيخ بطريقة تتناقض مع تعاليم الإسلام السمحاء وقيم العقل والمنطق.
الزاوية تستغل بسطاء الناس وفئاتهم المهمشة لتغذي أوهامهم بوعد “الأنوار الكركرية”، تلك الخدعة الكبرى التي تُباع كسبيل للخلاص الروحي، لكنها في الحقيقة فخٌ يُغرقهم في خرافات لا أساس لها من الصحة. هذا الاستغلال الممنهج للبسطاء ليس إلا وسيلة لتكريس سلطة الشيخ وحشد المريدين حوله، مما يُظهر الوجه القاتم للزاوية كحركة تهدف إلى الهيمنة والسيطرة بدل الإرشاد والنصح.
التصوف المغربي، الذي ارتبط تاريخيًا بالعلم والزهد وخدمة المجتمع، يعاني من تشويه ممنهج على يد هذه الزاوية، التي جعلت منه وسيلة للتكسب والاستعراض. التاريخ شاهد على زوايا مثل القرويين والناصرية التي أسهمت في نشر العلم ومحاربة الاستعمار، بينما الكركرية تُفرغ التصوف من مضمونه الحقيقي وتحوله إلى طقوس عبثية تُثير السخرية.
هذه الممارسات لا تضر فقط بصورة التصوف، بل تهدد أيضًا السلم الاجتماعي، إذ تنشر الجهل والخرافة بين الناس وتُبعدهم عن قيم العلم والمعرفة. استمرار مثل هذه الطقوس يضع مستقبل المجتمع على المحك، حيث تُصبح العقول سجينة خرافات وأوهام تُعيق أي تقدم أو تنمية.
على السلطات أن تتحمل مسؤوليتها في وضع حد لهذه الممارسات التي تُسيء إلى الدين والمجتمع، وعلى المجتمع المدني أن يبذل جهودًا لتوعية الناس بمخاطر الانجراف وراء هذه الزوايا التي تُغرقهم في مستنقع الجهل. إذا أردنا مغربًا حديثًا ومتقدمًا، فعلينا أن نتصدى بحزم لكل ما يُعرقل مسيرة العقلانية والتنمية، ونُعيد للتصوف مكانته كرافد للعلم والفكر النير.