إلياس الخريسي.. كفاك متاجرة بعقول الناس واحتقارًا للمرأة
بقلم: راغب سهيلة
فضح المدعو إلياس الخريسي مرة أخرى تناقضاته الصارخة وتحيّزه الفاضح ضد المرأة، في منشور جديد على حسابه الشخصي بموقع فيسبوك، حيث أظهر فكرًا تقليديًا مليئًا بالنظرة الدونية للنساء العاملات.
بدأ منشوره بعبارة: “عمي خلي بنتك عندك”، مهاجمًا النساء اللواتي يجمعن بين العمل والمسؤوليات الأسرية، واصفًا إياهن وكأنهن مقصرات أو غير قادرات على تلبية توقعاته المزعومة. وفي الوقت نفسه، أظهر تناقضه الواضح حين عبّر عن ارتياحه الشخصي مع امرأة لا تعمل خارج البيت، بينما يطالب الآخرين بما لا يتقبله هو نفسه.
الخريسي استرسل في نقده، مُعرّيًا فكره السطحي الذي لا يرى في المرأة سوى وسيلة لخدمة الرجل. وصف بنات الناس العاملات وكأنهن “مشاريع خاسرة”، متهكمًا على حياتهن اليومية: “نتا شبعتي مسمن ورفيسة وماكلة ديال الدار، وأنا باغيني ناكل إندومي وطاكوس وبانيني”. هذه العبارات تكشف بوضوح نظرة استغلالية تُحمل المرأة كل الأعباء دون اعتبار لدورها المجتمعي أو تضحياتها في العمل والأسرة.
ولم يكتفِ بهذا، بل استنكر أن تكون المرأة قادرة على الموازنة بين عملها وأمومتها، قائلًا: “نتا وليداك رضعو حليب طبيعي، وأنا ولادي باغيهم يشربو حليب الصيدلية”، متجاهلًا المسؤوليات المشتركة للأب والأم في تربية الأبناء، ومُصرًا على تحميل المرأة وحدها نتائج اختيارات قد تكون فرضتها الظروف أو أملتها الحاجة.
خطاب الخريسي ليس جديدًا، بل يعكس فكرًا تقليديًا متجذرًا يسعى لإرجاع النساء إلى زوايا البيت، متناسيًا أنهن أصبحن قوة عاملة لا غنى عنها في بناء المجتمع. بدلًا من الهجوم الساخر والتحامل، كان الأجدر به أن يراجع قناعاته الشخصية ويحاول رؤية الواقع بتوازن، حيث الشراكة الحقيقية بين الرجل والمرأة هي أساس النجاح الأسري والمجتمعي.
وفي الختام يا “داعية”، هل أمك وأختك نساء أم رجال؟