الاقتراب من صفقة إطلاق النار في غزة.. هل تلوح في الأفق تهدئة أم مزيد من التصعيد؟
تُسجل غزة في هذه الأيام مرحلة من الترقب الحذر والقلق، حيث تقترب المنطقة من مفترق طرق حساس قد يُحدث تحولًا كبيرًا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وتدور في الأفق مفاوضات معقدة لإرساء وقف إطلاق النار بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي، بعد أيام من التصعيد المستمر الذي خلف العديد من الضحايا المدنيين وأدى إلى تدمير كبير في البنية التحتية.
على الرغم من محاولات التهدئة التي باءت بالفشل في أكثر من مناسبة، إلا أن أنباءً تتسرب من مصادر دبلوماسية تؤكد أن هناك خطوات جادة تُبذل على مستوى المفاوضات لإعادة الحياة إلى خطوط التهدئة بين الطرفين. ولكن السؤال الكبير يبقى: هل هذه الجهود ستثمر عن اتفاق نهائي؟ أم أن مجرد فترة هدوء ستسبق جولة جديدة من التصعيد؟
يشير البعض إلى أن صفقة إطلاق النار التي يُحتمل أن تُبرم في الأيام القليلة المقبلة قد تكون حلاً مؤقتًا، لا يلبث أن ينهار في وقت قريب، بسبب تعقيدات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والاختلافات الجذرية في المطالب بين الأطراف المتنازعة. وفي ظل الانقسامات الداخلية في كل من الطرفين، يبقى من غير الواضح ما إذا كان التوافق سيكون حقيقة، أو مجرد مسعى لتخفيف الضغط الدولي في الوقت الراهن.
إحدى النقاط الجوهرية التي تبرز في هذه المفاوضات هي معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، حيث يتعرض لحصار خانق يعرقل الوصول إلى المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى الخسائر البشرية والمادية المتزايدة. وفي الجهة الأخرى، يُواجه الإسرائيليون تهديدات أمنية مستمرة من الفصائل المسلحة في غزة، مما يجعل هذه المحادثات في غاية الصعوبة.
وبينما تسعى الأطراف المتورطة إلى إيجاد مخرج سياسي يضمن وقف إطلاق النار، يظل السعي نحو تحقيق سلام دائم بعيد المنال في ظل استمرار المواقف المتصلبة من كلا الجانبين، وغياب الثقة بينهما. الصراع في غزة ليس مجرد نزاع مسلح، بل هو قضية شعب يعاني من الظلم والحرمان، وطرف آخر يسعى لحماية أمنه، وفي هذا السياق، تبقى الحلول الحقيقية بعيدة عن الساحة طالما أن الحوار المستدام غائب.
يبقى السؤال الأهم: هل ستؤدي الصفقة المرتقبة إلى تهدئة فعالة، أم ستسهم في تأجيل الكارثة؟ الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها هي أن الوقت قد حان لإيجاد حل شامل، يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، ويؤمن للاسرائيليين حياة آمنة بعيدة عن تهديدات العنف المستمر.