عبد الوهاب زايد.. خبير مغربي حَوَّلَ واحات النخيل الى جنات فيحاء تنبض بالحياة

خير سفير للمملكة المغربية في المحافل العلمية الدولية، عضو في عدة منظمات دولية، قام بتوثيق الأصل المغربي لتمور “المجهول”، نظم مؤتمرات دولية وازنة وأشرف على أبحاث علمية أصدر كُتُباً في مجال نخيل التمر، وساهم في تحقيق نهضة اقتصادية لمزارعي النخيل في عدة دول.

من هو عبد الوهاب زايد

الدكتور عبد الوهاب زايد، الأمين العام لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي ومستشار بديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة، سفير النوايا الحسنة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.
التحق الدكتور عبد الوهاب زايد، بالعمل بدولة الإمارات العربية المتحدة سنة 2000م، ككبير الخبراء الفنيين لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، وهو مواطن مغربي من مواليد سنة 1957م، تخرج من معهد الحسن الثاني للزراعة والطب البيطري بالمغرب، كما حصل على الدكتوراه في علوم البستنة سنة 1990م. من جامعة ولاية كولورادو بالولايات المتحدة الامريكية، وعمل الدكتور زايد لأكثر من 15عاماً لدى حكومة المملكة المغربية، في البحث والتدريس في مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور، وهو خبير عالمي في زراعة الأنسجة، كما عمل بهيئة التدريس في قسم علم النبات في كلية العلوم، جامعة القاضي عياض بمراكش.
وانضم الدكتور زايد إلى منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في يونيو 1995م. وساهم في إعداد العديد من المشاريع التنموية تحت إشراف هذه المنظمة في عدة دول كبوركينا فاسو، الأردن، السعودية، المغرب، النيجر، نيجيريا، سوريا، تونس، الإمارات العربية المتحدة، واليمن، ويعمل الأستاذ الدكتور عبد الوهاب زايد منذ 2014، مستشاراً زراعياً لدى ديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى عمله كأمين عام جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي منذ تأسيسها عام 2007 إلى اليوم.

توثيق الأصل المغربي لتمور المجهول

حمل لواء الدفاع عن مغربية تمور “المجهول” ونجح في ذلك عبر الإشراف على إعداد كتاب “المجهول دُرة التمور”، ساهم فيه وزراء وخبراء متخصصون من الشرق والغرب، أثبتوا من خلال دراسة عينات من صنف “المجهول” جُلبت من مناطق دولية مختلفة، أن تمور المجهول مغربية الأصل والنشأة، ويُذكر أن هذا الكتاب الصادر بالإنجليزية عن جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، تُرجم إلى اللغات العربية، الفرنسية، الإسبانية، والاندونيسية.
وقد أُنجِزَ هذا الكتاب بمشاركة 8 وزراء زراعة عرب، و4 منظمات دولية، و44 باحث وعالم متخصص بنخيل التمر من 18 دولة، وأضاف ويُعتبر هذا الكتاب وفق الدكتور عبد الوهاب زايد الأول من نوعه في مجال توثيق أصل صنف تمر “المجهول”، حيث أجمع جميع المشاركين في إعداد الكتاب وبالدليل القاطع أن صنف المجهول يرجع أصله الى منطقة “بودنيب”، شرق المملكة المغربية، وقد انتقل الى ولاية كاليفورنيا عام 1927 ومن هناك تم اكثاره وإعادة انتشاره على مستوى العالم.

درس رمضاني بين يدي جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله

تلقى الدكتور عبد الوهاب زايد من جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، رسائل إشادة وتنويه تكريماً له على رد الاعتبار لدُرة التمور، كما نال شرف تقديم أحد الدروس الحسنية الرمضانية بين يدي جلالته يوم الخميس 30 ماي 2019، حول موضوع “النخيل في القرآن والسُنَّة”، انطلاقاً من قول الله تعالى في سورة مريم “وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً فكلي واشربي وقري عينا، فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمان صوما فلن أكلم اليوم إنسيا”.
ونوه الدكتور زايد في هذا الدرس بعناية جلالة الملك محمد السادس بقطاع زراعة النخيل وإنتاج التمور، مذكراً بأن جلال الملك قد أعطى آنذاك أمره بغرس ثلاثة ملايين نخلة من أجود الأصناف وزراعتها بأهم الواحات حيث أصبحت المملكة من الدول العشر الأوائل في العالم بمساحة تناهز 60 ألف هكتار، توجد بها 7 ملايين نخلة، واستعرض الأكاديمي زايد ذكر النخيل في القرآن والسنة وأوضح الخصائص العلمية والطبية للتمر.

جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي:

كان الدكتور عبد الوهاب زايد من المساهمين في تأسيس “جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي”، سنة 2007م، وتمت تسميته أميناً عاماً لها بمرسوم اتحادي من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ووفق معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش الإماراتي رئيس مجلس أمناء الجائزة: “تم تأسيس جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، لتكون منصة لتقدير وتكريم الأفراد والمؤسسات من شتى أنحاء العالم الذين قدموا إسهامات جليلة في هذا المجال، وملتقى سنوياً لتبادل الخبرات والمعرفة وجسراً للتواصل بين كافة الشعوب لتبقى دولة الإمارات بلد المحبة والسلام والوئام والإخاء وفي صدارة دول العالم في شتى المجالات كما أرادت لها القيادة الحكيمة في ظل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”.

جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، هي جائزة مستقلة ومحايدة تُمنح سنوياً للعلماء والمنتجين البارزين والشخصيات والمؤسسات المؤثرة، والتي أسهمت في مجال الأبحاث والتنمية الخاصة بالقطاع الزراعي ونخيل التمر، وتهدف إلى خلق بيئة إيجابية محفزة على الابداع والابتكار في المجال الزراعي ونخيل التمر، وتقوم بتكريم الفائزين وتقدير جهودهم التي تساهم بتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة بالعالم.
وقد رعت ونظمت جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي عدة مهرجانات ومعارض ومؤتمرات علمية للتمور في دول عديدة، كما أضافت عدد من المسابقات تهتم بالمجال الفني والثقافي، ويتجلى ذلك في إضافة مسابقة “النخلة في عيون العالم” ومسابقة “النخلة بالسنة الشعراء”، استقطبت آلاف المبدعين في المجالين عبر العالم.

جوائز

ونال البروفيسور عبد الوهاب زايد عدة جوائز وأوسمة وأوجه التكريم عبر مسيرة مليئة بالإنجازات في المجال الأكاديمي والمهني، وحصل على جائزة (Award B-R. Sen) من منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) سنة 1999م، والميدالية الفخرية لنفس المنظمة سنة 2019م، وجائزة التميز من المنظمة العربية للتنمية الزراعية سنة 2000م، وحظي بستة رسائل تشجيع من صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية، حفظه الله (2004 – 2011 – 2015 – 2021 – 2022 و 2024)، فضلاً عن ميدالية جمعية البستنة الأمريكية، وأخيراً وليس آخراً حصوله خلال شهر أكتوبر 2024 على الميدالية الذهبية من جامعة بنازير بوتو بولاية السند في الجمهورية الإسلامية الباكستانية، وحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة سونورا بالمكسيك (06 نوفمبر 2023).

كتب وإصدارات

ألف الدكتور عبد الوهاب زايد عدة كتب وساهم في بعضها؛ نذكر على سبيل المثال لا الحصر؛ كتاب زراعة نخيل التمر، باللغتين العربية والانجليزية، وكتاب معجم المصطلحات التقنية الحيوية في الأغذية والزراعة (FAO)، الذي تُرجم الى سبع لغات؛ العربية، الانجليزية، الفرنسية، الاسبانية، الصينية، الروسية، والفيتنامية، كتاب زايد للزراعة والنخيل، وكتاب (GIAHS) جمهورية مصر العربية. وكتاب (GIAHS) الامارات العربية المتحدة، وكتاب تكنولوجيا زراعة وإنتاج نخيل التمر 2002، وكتاب النخيل في القرآن والسُنَّة، وكتاب ثمار النخيل (فسلجتها، جنيها، تداولها، والعناية بها بعد الجني)، مكتب الفاو الإقليمي للشرق الأدنى 2006. كما أشرف ونسق جهود إصدار عدة كتب ومؤلفات في المجال الزراعي عامة وفي ميدان نخيل التمر خاصة.

“مشروع مراكش لنخيل التمر”

أسس الدكتور عبد الوهاب زايد “مشروع مراكش لنخيل التمر”، وساهم في هذا المشروع الحيوي الذي بعث الحياة في واحات النخيل خبراء ومتخصصون مغاربة وأجانب، وتميز هذا المشروع الذي رأى النور منذ عشر سنوات بمراعاة أنظمة الجودة ومعايير التميز، مما أهله لنيل الاعتراف الدولي والحصول على شهادة (ISO9001) من لدن شركة (TUV) وهي من أقدم المؤسسات الألمانية المتخصصة في تقييم جودة أنشطة الاستدامة على الصعيد الدولي.
ويتكون هذا المشروع الهام من بنية تحتية قوية تضم مختبراً على مساحة 850 متراً مربعاً معقماً بالكامل وأربع غرف للنمو والحضانة سعة كل واحدة 90 ألف نبتة، إلى جانب ثماني عشرة محطة من محطات سير العمل بالمختبر، تضم أجهزة العزل الجرثومي ومرافق لتقوية الشجيرات (بيوت محمية ومشاتل لتقوية النخيل المنتج)، من أجل الحفاظ على جودة الشتلات وفق أرقى المواصفات العالمية.