أنا، أنا، أنا ها أنا … حكيم حجيج يفضح شيوخ الأنا والمصلحة الشخصية

في منشور طويل على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أطلق حكيم حجيج تحذيرًا قويًا ضد ما أسماه “شيوخ الأنا والأنانية”. لم يكن المنشور مجرد كلمات، بل كان بمثابة فضح صريح للأشخاص الذين جعلوا من حب الذات وتقديس الأنا هدفًا أساسيًا في حياتهم، محاولين دفع مصالحهم الشخصية إلى ما وراء كل شيء آخر.

بدأ حجيج حديثه عن الأنانية كصفة ذميمة، وصفة تقود صاحبها إلى تمجيد ذاته فوق أي اعتبار آخر. “الأنانية هي حب الإنسان لنفسه وعشقه للسيطرة”، هكذا يقول حجيج، مشيرًا إلى أن الأنانية ليست مجرد حب الذات، بل هي الشيطان الذي يقود الإنسان إلى تجاهل مصلحة الآخرين وتجاوز القيم الإنسانية الأساسية. كما يقتبس حجيج مقولة إبليس في قصة السجود لآدم عليه السلام: “أنا خير منه”، ليثبت أن حب الذات والأنانية كانت بداية الهلاك منذ الأزل.

يذكر حجيج أيضًا أن الأنانية تقود صاحبها إلى تدمير علاقاته بالآخرين، لأن الإنسان الأناني لا يرى سوى نفسه، ولا يهتم بما يحدث حوله. وحذر من أن هذه الأنانية قد تكون دمارًا للعلاقات الإنسانية، لأنها تقود إلى التفوق الذاتي على حساب الآخرين، وهو ما يدفعه للتفكير فقط في مصلحته الشخصية دون أي اعتبار للقيم الأخلاقية.

من خلال أمثال ومقولات شعرية، يبرز حجيج كيف أن الأنانية لا تضر فقط بالأفراد بل تؤثر سلبًا في المجتمع ككل. ففي قوله: “الأنانية تولد الحسد، والحسد يولد البغضاء، والبغضاء تولد الاختلاف، والاختلاف يولد الفرقة، والفرقة تولد الضعف، والضعف يولد الذل، والذل يولد زوال الدولة”، يعكس حجيج خطر الأنانية ليس فقط على المستوى الفردي بل على مستوى الأمة بأسرها.

كما أن حجيج يناقش في منشوره الخط الفاصل بين حب الذات الذي يمكن أن يكون محبذًا في بعض الحالات، وبين الأنانية التي تصبح مرضًا يعمي صاحبه عن رؤية مصلحة الآخرين. ويشير إلى أنه لا يرفض حب الذات بشكل مطلق، ولكنَّه يرفض أن يتحول هذا الحب إلى سلوك يعكس الغرور والكبرياء.

المنشور لا يخلو من التحذير من أولئك الذين يتخذون من الأنا وسيلة لتبرير تصرفاتهم. فوفقًا لحجيج، هؤلاء الأشخاص الذين يرفعون من شأن أنفسهم ويرون أن كل شيء يدور حولهم هم في الحقيقة في حالة من التناقض مع القيم الدينية والاجتماعية التي تدعو إلى التواضع والإيثار.

يختتم حجيج منشوره بدعوة للجميع للتحلي بالتواضع والابتعاد عن التفكير في النفس فقط. فالقيم الإنسانية، بحسب حجيج، تستدعي منا أن نكون أكثر اهتمامًا بالآخرين وأن نسعى لتحقيق التوازن بين حب الذات ومصلحة الجماعة. لا يجب أن تكون الأنانية هي المبدأ الذي يقود حياتنا، بل ينبغي أن نكون حريصين على نشر قيم الاحترام والتعاون بين أفراد المجتمع.

من خلال هذا المنشور، يضع حكيم حجيج النقاط على الحروف، مسلطًا الضوء على واحدة من أكثر المشاكل الاجتماعية شيوعًا في عصرنا الحالي: الأنا والأنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى