المجلس الإقليمي لسطات: قيادة بلا بوصلة ومصالح شخصية تُعرقل التنمية

تحوّلت جلسات المجلس الإقليمي لسطات إلى مسرحٍ لإدارة شؤون المدينة بمنطق المصالح الضيقة والصفقات الفردية، تاركة المواطنين في حيرة من أمرهم أمام غياب رؤية واضحة تسير بالمدينة نحو التطور والازدهار. يبدو أن المجلس الإقليمي، تحت قيادة رئيسه الحالي ومكتبه، فقد بوصلته تماماً، وتحوّل من مؤسسة منتخبة لخدمة المواطنين إلى فضاء تسوده الحسابات السياسية والشخصية، على حساب المصلحة العامة.

منذ بداية الولاية الحالية، لم يُقدم المجلس الإقليمي برنامجاً واضحاً للتنمية، ولا مشروعاً استراتيجياً يعكس تطلعات ساكنة سطات. في وقت تتزايد فيه تحديات المدينة من بطالة، هشاشة في البنية التحتية، ومشاكل في الخدمات الأساسية، لا تزال خطط المجلس تفتقر للانسجام والجدية. المبادرات المعلنة تُشبه فقاعات هواء: تثير الجلبة في البداية، لكنها سرعان ما تتلاشى دون أثر ملموس.

الأخطر في عمل المجلس هو تغليب المصالح الشخصية على المصلحة العامة. قراراته وإجراءاته باتت تخضع لمنطق المحاباة والمساومات. تُمنح الامتيازات لفئة دون أخرى، ويُغض الطرف عن ملفات حيوية قد تُسبب إحراجاً لبعض الأطراف المتنفذة داخل المجلس. المواطن السطاتي، في المقابل، يُشاهد عجزاً تاماً في حل أبسط مشاكله اليومية، بينما تنشغل القيادة بخلافاتها وتصفية حساباتها.

إن استمرار هذه الوضعية يُفاقم فقدان الثقة بين المواطنين ومن يُفترض أنهم ممثلوهم. المجلس الإقليمي بحاجة إلى صحوة حقيقية تُعيد ترتيب الأولويات، وإلا فإن سطات ستظل أسيرة الجمود والضياع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى