الاستاذ يوسف بنشهيبة يكتب:عندما يتم استغلال الأسطورة من أجل تعطيل العقل

تصدرت العديد من الأماكن في العالم العربي مشهد الإقبال الجماهيري بسبب الأساطير والخرافات التي تُحيط بها، حيث تتنوع الروايات بين الجن والبشر، والبركة والعلاج السحري، مما يجعلها جزءًا من ذاكرة جماعية تنسجها معاناة الناس واحتياجاتهم.

سلّط الأستاذ يوسف بنشهيبة، الباحث في العلوم القانونية، الضوء على هذه الظاهرة في مقالٍ تناول فيه كيفية استغلال الجهل والفقر والمرض لترويج هذه الخرافات. أشار بنشهيبة إلى أن الأفراد الذين يلجؤون لهذه الأماكن غالبًا ما يبحثون عن حلول لمشاكلهم، ولكن دون أن يتساءلوا عن مدى صحة هذه الادعاءات، مما يجعلهم عرضة للاستغلال النفسي والمادي.

ركّز الباحث على دور “القائمين” على هذه الأماكن، الذين يروجون للحكايات الخيالية تحت غطاء القدسية والكرامات. وبيّن أن هؤلاء يستخدمون مهاراتهم في الخطاب والإقناع لاستمالة الجمهور، مستغلين تعطش البعض للإيمان بالخارق والمجهول. ووفقًا له، لا يقتصر الأمر على استغلال حاجة الناس، بل يمتد ليصبح مهنة تدر أرباحًا كبيرة.

كشف بنشهيبة أن هذه الخرافات تعيق التفكير النقدي والعلمي، حيث تسود في المجتمعات التي تفتقر إلى التعليم والتحليل المنطقي. وطرح إشكالية استمرار انتشارها، رغم أن البعض يدافع عنها بوصفها جزءًا من التراث الثقافي. إلا أنه شدد على أن هذا التراث قد يكون سلبيًا حين يتحول إلى عقبة أمام التطور والفهم العقلاني.

واختتم الباحث مقاله بتحذير من التأثير السلبي لهذه الخرافات على العقل الجمعي، مؤكدًا أن الإيمان الأعمى بها يؤدي إلى تعطيل التفكير والإبداع، مما يجعل المجتمعات أسيرة لماضٍ يقيّد الحاضر ويعطّل المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى