صناعة المحتوى بقمة المليار متابع … التحولات الكبرى

تحرير : محمد هلالي

تستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة، خلال الفترة الممتدة من 11 إلى 13 يناير 2025، النسخة الثالثة من «قمة المليار متابع»، الحدث الأبرز عالميا في مجال اقتصاد صناعة المحتوى الرقمي.
ويعد هذا الحدث الأول من نوعه على مستوى العالم، حيث يجمع أكثر من 15,000 مشارك، من بينهم أكثر من 10,000 صانع محتوى وخبير ومبدع، وما يزيد على 300 متحدث من مختلف دول العالم، مع حضور لافت لصناع المحتوى المغاربة.

تحدث عدد من المختصين العالميين في صناعة المحتوى في الجلسة الأولى من فعاليات هذا الملتقى عن إنتهاء عصر اقتصاد الإعلام وانتصار صناع المحتوى”، دوج شابيرو كاتب ومستشار أول في مجموعة بوسطن الاستشارية، و كودزي شيكومبو، المدير التنفيذي السابق لتسويق صناع المحتوى على منصة تيك توك ، أكدا أن القوة الآن قد انتقلت من الاستوديوهات التقليدية إلى المبدعين الأفراد، الذين أصبحوا قوة مؤثرة تعيد صياغة أسس إنتاج وتوزيع القصص والمحتوى، وهذا التحول يتيح فرصاً جديدة للإبداع والابتكار .

وأكدا على ضرورة تبني صناع المحتوى استراتيجيات رقمية حديثة لمواكبة التغيرات السريعة في السوق، واشارا الى أن عصر استوديوهات هوليوود قد انتهى، والمستقبل للمبدعين المستقلين، وهذه التحولات لن تقتصر على صناعة الإعلام فقط، بل ستسهم في إعادة تشكيل قطاعات عديدة .

وتوقعا ايضا أن يصبح صناع المحتوى المستقلون قادة المشهد الإعلامي في السنوات المقبلة، مؤكدين أن قوة صناع المحتوى تكمن في قدرتهم على الابتكار والتواصل المباشر مع الجمهور.

من جهة أخرى شددا المختصان على أن عالم المبدعين يشهد تحولات كبيرة تجعل النجاح يعتمد على قدرتهم في تقديم مزيج من الإلهام والترفيه والتثقيف، مع التركيز على تقديم محتوى متميز يترك بصمة حقيقية.

وقالا إن النجاح في إنشاء المحتوى لا يقتصر على جودة الإنتاج فحسب، بل يتعلق بالقدرة على تقديم قيمة حقيقية للمشاهد، وأفضل المبدعين هم من يستطيعون إلهام جمهورهم، إسعادهم، وإثرائهم بالمعلومات، مع تحويل تلك المهارات إلى مصدر دخل مستدام.

وتناولا أهمية دور العلامات التجارية في دعم المبدعين، مشيرين إلى ضرورة الابتعاد عن الإعلانات التقليدية والاعتماد على دمج العلامات التجارية بشكل طبيعي داخل المحتوى.

وشددا على أهمية التعاون مع صناع المحتوى بمرونة، مع السماح لهم بالتعبير عن شخصيتهم الإبداعية بحرية، وقالا ” المحتوى الصادق والجاذب هو الذي يلقى صدى حقيقياً لدى الجمهور، بخلاف الفيديوهات التي تتبع نصوصاً جامدة”.

وأوضحا أن التحولات الهيكلية في صناعة الإعلام أسهمت في انتقال القوة من الاستوديوهات التقليدية إلى المبدعين الأفراد، ما أتاح فرصًا جديدة للإبداع والابتكار.

يبقى السؤال الذي يطرح نفسه بقوة ، اين نحن من هذا التطور المتسارع في عالم صناعة المحتوى ؟ .

مع وجود موثرين مغاربة متميزين في هذا الملتقى العالمي تبرز على السطح أهمية دعم وتشجيع المحتوى الجيد ، وخلق المناخ المساعد وهامش الحرية الضروري للإبداع والحضور والمنافسة على الصعيدين الوطني والدولي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى