هل يقود أوزين حزب السنبلة إلى صدارة المشهد السياسي المغربي؟
تحت سماء مشهد سياسي مليء بالتحديات، يبرز حزب الحركة الشعبية، المعروف بـ”السنبلة”، ليعلن عن عودة قوية وطموحة، تتزعمها شخصية سياسية صارخة، محمد أوزين، لا يتراجع ولا يساوم، بل يحارب بأدواته السياسية ليعيد الحزب إلى قلب الصراع الحزبي، ويصعد به إلى مكانته الأصلية بين الكبار، حاملاً شعلة أمل جديدة لمجموعة من القواعد الشعبية التي طالما انتظرت لحظة الانتفاضة. أوزين، الرجل الذي أصبح اليوم رمزًا للنهضة الداخلية للحزب، لا يكتفي بالكلمات بل يسعى لفرض واقع جديد، متجاوزًا كل القيود، مستفيدًا من التجارب السياسية الماضية، وهو يرى أن الحزب لن يظل رهينة ماضيه مهما كانت التحديات.
بخطى ثابتة، بدأ أوزين يتنقل بين المدن المغربية، كالقائد الذي يملك رؤية واضحة لإعادة الاعتبار لحزبه، موجهًا رسائل قوية إلى جميع الجهات، تصريحات محمد أوزين النارية لم تعد تقتصر على الردود السياسية، بل أصبحت وسيلة للضغط على من يظن أن الحركة الشعبية قد انتهت. يقول أوزين في إحدى تصريحاته: “لن نسمح لأحد أن يضعنا في ركن ضيق، الحركة الشعبية ستستعيد مكانتها بقوة، لأننا نؤمن أن المستقبل هو ما نصنعه اليوم.” هذا التصريح ليس مجرد كلام، بل هو انعكاس لنية حقيقية في إحياء الحزب واستعادة بريقه، رغم كل الظروف.
التحالفات التي دخل فيها حزب السنبلة، وخصوصًا انضمام أعضاء “التكتل الديمقراطي المغربي” الذي كان يطمح إلى تأسيس حزب جديد بقيادة حميد شباط، تمثل ورقة رابحة قد تساعد الحزب على توسيع قاعدته، خاصة إذا ما نجح في دمج هذه العناصر دون حدوث انشقاقات داخلية. لكن التحالفات وحدها لا تكفي، فالمعادلة السياسية أكثر تعقيدًا. هل سيستطيع الحزب أن يعكس طموحات الناخبين الذين أصبحوا أكثر تطلعًا للمستقبل، أم سيتوقف عند النقطة التي توقف عندها الكثير من الأحزاب التي عجزت عن مواكبة التحولات الكبرى في المغرب؟
عندما نتحدث عن حزب السنبلة، فإننا لا نتحدث فقط عن تحالفات جديدة، بل عن حزب له تاريخ طويل من العلاقات المحلية، ويمتلك قاعدة شعبية تقدر بمئات الآلاف، خصوصًا في المناطق النائية والقرى. ولكن التاريخ وحده لا يكفي، والحزب بحاجة إلى خطة طموحة تتجاوز الشعار إلى البرامج الواقعية. التحدي هنا ليس في إعادة توجيه الحزب إلى واجهة السياسة، بل في تعزيز ثقة المواطن المغربي في الحركات السياسية التي سئمته بوعود فارغة لا تُثمر شيئًا. كما قال الملك محمد السادس في خطاب له: “لن تتقدم الأمة إذا لم تكن سياستها قائمة على العمل الجاد وليس على الوعود الكاذبة، علينا أن نبني مستقبلنا بيدٍ نظيفة وعقلية تواكب العصر.”
أوزين اليوم يقف أمام فرصة كبيرة، لكن أمامه أيضًا تحديات ضخمة. إذ عليه أن يتحمل مسؤولية قيادة حزب إلى مستقبله السياسي، وتحويل طموحاته إلى واقع ملموس، محاربًا التشتت والتقسيم الذي يعصف بالساحة السياسية. الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر قال: “الحرية تكمن في أن يكون الإنسان قادرًا على اختيار مصيره، ويجب أن يكون مستعدًا لدفع الثمن.” وبذلك، فإن أوزين وحزبه مطالبين اليوم بتكريس هذه الحرية السياسية، وأن يثبتوا للجميع أنهم قادرون على تجاوز الصعاب وفرض وجودهم كقوة سياسية حقيقية، لا مجرد شاهد على أحداث السياسة المغربية.