الفقيه عبد الناصر القاسمي رمزٌ من رموز العلم والحكمة والدِّين في المغرب

في بلادنا، حيث تعانق الجبال السهول وتختلط التقاليد بالحداثة، يبرز اسم الفقيه عبد الناصر القاسمي كأحد أعمدة العلم والدين الذين ينيرون دروب الأجيال. هو ليس مجرد فقيه، بل هو مرجعية علمية ودينية راسخة، سليل أسرة عريقة في العلم والدين، شرفها بحمل مشعل القرآن الكريم وعلومه. من خلال توجيهاته السديدة، وإشرافه على العديد من العلماء والطلبة الذين صاروا اليوم أئمة وخطباء في شتى أنحاء العالم، يُعتبر القاسمي نموذجاً حيّاً للعلم الذي لا يقتصر على الكتب بل يترسخ في الواقع ليصبح مصدر إشعاع حضاري.

إن مكانة الشيخ عبد الناصر القاسمي ليست محض صدفة، بل هي ثمرة عمل دؤوب وعطاء لا محدود في مجال العلوم الشرعية، ولعلها تتناغم مع رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس التي أكد فيها على أهمية التمسك بالوسطية والاعتدال في الخطاب الديني، قائلاً في خطابه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب 2019: “نحرص على تعزيز قيم الإسلام الحنيف، التي تدعو إلى التسامح والاعتدال، بعيداً عن كل أشكال الغلو والتطرف.” هذه المبادئ التي يتبناها الشيخ القاسمي تجد تجسيدها في كل ما يقدمه من علم وإرشاد في المجتمع.

من خلال إدارة مؤسسة الفقيه عبد السلام القاسمي لتحفيظ القرآن الكريم، يحرص الشيخ القاسمي على تأسيس جيل من العلماء الذين يحملون راية العلم، مستلهمين من قوله تعالى: “وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا”، ساعياً لبناء مجتمع مسلم فاعل ومؤثر في شتى المجالات. الفقيه عبد الناصر يعتقد أن العلم ليس مجرد تحصيل أكاديمي بل هو أداة تغيير وإصلاح في المجتمع، وهو ما يجسده من خلال عمله اليومي مع طلبته وطلاب العلم الذين يعكفون على نشر معارفهم في مجتمعاتهم.

إن من أبرز مميزات الفقيه القاسمي اعتداله ووسطيته في فهم الدين وتعاليمه. فهو لا ينزلق إلى التطرف أو الغلو، بل يحرص دائماً على الدعوة إلى التوازن بين الدين والدنيا. يشدد على أن الدين الإسلامي هو دين سماحة ورحمة، وأن الفهم الصحيح للقرآن الكريم والسنة النبوية لا يمكن أن يخرج عن هذا الإطار. ولعل هذا هو السر في الاحترام الكبير الذي يحظى به الشيخ عبد الناصر من كل من حوله، حيث يعتبره الجميع مرجعية دينية وروحية في كل ما يتعلق بالعلوم الشرعية.

كما أن الشيخ القاسمي لا يقتصر دوره على التدريس فقط، بل يمتد ليشمل الإرشاد والتوجيه في مختلف المسائل الحياتية. فهو يعمل على نشر ثقافة التسامح والاعتدال بين طلابه، حاثاً إياهم على أن يكونوا قدوة في مجتمعاتهم. ليس غريباً أن نجد في مجالس الفقيه عبد الناصر عدداً من الشباب الذين يجدون فيه قدوتهم، حيث يثري عقولهم ويغذي أرواحهم، مما يجعلهم متمسكين بقيم دينهم ومستعدين لخدمة مجتمعاتهم.

وبالإضافة إلى ذلك، يشغل الفقيه عبد الناصر القاسمي منصب إمام وخطيب بمسجد القضايا العليا بدار الكبداني، حيث يحظى باحترام وتقدير الجميع. خطبه لا تقتصر على التوجيهات الدينية فحسب، بل تمتد لتشمل القضايا الاجتماعية والإنسانية، مما يجعله مرجعية في كل ما يتعلق بالشأن الديني والاجتماعي في المنطقة.

إن الفقيه عبد الناصر القاسمي هو نموذج حي لرجل العلم الذي يسعى دوماً إلى نشر الخير والصلاح في مجتمعه، وهو لا ينفصل عن الرؤية الملكية التي تؤكد على أهمية العلم والاعتدال في التوجيه الديني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى