الملاهي الليلية بفاس… فوضى تُهدد الأمن وتُسيء لصورة المدينة
تعيش مدينة فاس، العاصمة الروحية للمملكة، على وقع فوضى متزايدة في الملاهي الليلية التي تحولت من أماكن للترفيه إلى بؤر للمشاكل والانفلاتات الأمنية. هذه الملاهي، التي تنتشر بشكل عشوائي في مختلف أحياء المدينة، أصبحت تشكل مصدر قلق كبير للسكان بسبب السلوكات غير المسؤولة التي تواكب نشاطها.
في العديد من الأحياء، لا يكاد الليل يحل حتى تتحول الشوارع المحيطة بالملاهي إلى مشاهد تعج بالممارسات المشبوهة. الصخب الموسيقي يتواصل حتى ساعات متأخرة من الليل، مرفوقاً بشجارات متكررة بين مرتادي هذه الأماكن، والتي غالباً ما تنتهي بإصابات أو تدخلات أمنية.
تطرح الفوضى التي تشهدها هذه الملاهي الليلية سؤالاً كبيراً عن غياب الرقابة الصارمة. فمن جهة، هناك ملاهٍ تعمل خارج الضوابط القانونية وتستقطب زبائن دون أي مراعاة للسن أو النوعية. ومن جهة أخرى، هناك تساهل واضح من طرف بعض الجهات في ضبط نشاط هذه الفضاءات، مما يُثير شكوكاً حول وجود تواطؤ أو إهمال متعمد.
إلى جانب الإزعاج للسكان، تمتد الأضرار إلى تشويه صورة مدينة فاس، التي لطالما عُرفت بكونها قبلة للسياحة الثقافية. الملاهي التي تفتقر إلى التنظيم باتت تهدد بفقدان المدينة لطابعها الخاص، في وقت تسعى فيه إلى تعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية.
من الواضح أن الوضع لا يمكن أن يستمر على هذا الحال. المطلوب اليوم هو تدخل صارم من السلطات المحلية لضبط نشاط الملاهي الليلية، وتنظيم عملها وفق قوانين واضحة وصارمة. كما يجب وضع حد للتسيب الذي يُهدد استقرار الأحياء وسلامة المواطنين.
فاس مدينة الإرث الحضاري والثقافي تستحق أن تُصان من مظاهر الفوضى التي تسلبها بريقها، فهل تتحرك الجهات الوصية لإعادة الأمور إلى نصابها قبل فوات الأوان؟