“ليريكا وليكسطا: مخدرات جديدة تنخر شباب المغرب وتدمر آمالهم”

في السنوات الأخيرة، أصبح انتشار المخدرات في المغرب يشهد تحولاً ملحوظاً، حيث انتشرت بعض الأنواع الحديثة مثل “ليريكا” و”ليكسطا” بشكل مخيف، لتصبح تهديداً حقيقياً للأمن الاجتماعي وصحة الشباب المغربي. هذه المواد المخدرة، التي لم تكن معروفة بشكل واسع قبل سنوات قليلة، أصبحت الآن تفتك بالكثير من الشباب في المدن الكبرى والأحياء الشعبية على حد سواء، لتغذي بذلك موجة جديدة من الإدمان الذي يهدد مستقبلهم وحياة عائلاتهم.

تعد “ليريكا” و”ليكسطا” من الأدوية التي يتم بيعها بترخيص في الصيدليات، ولكن تم استخدامها بشكل غير قانوني من قبل فئة واسعة من الشباب كمخدرات. “ليريكا” هي دواء مخصص لعلاج التشنجات وآلام الأعصاب، بينما “ليكسطا” هو دواء مضاد للقلق ومضاد للاكتئاب. ومع ذلك، فإن الشباب في المغرب أصبحوا يعتمدون على هاتين المادتين كأدوات للهروب من ضغوط الحياة اليومية، من بطالة وفقر وقلق اجتماعي، مما جعل هذه المواد تساهم بشكل كبير في ارتفاع حالات الإدمان في العديد من المناطق.

في البداية، كانت هذه المواد تُستخدم بشكل غير قانوني على نطاق ضيق، لكنها سرعان ما انتشرت بين الشباب في المدن الكبرى مثل الدار البيضاء، الرباط، فاس، ومراكش، ثم انتقلت إلى المدن الصغرى والأرياف. وازدادت حالات تناول هذه المخدرات بشكل ملحوظ نتيجة لسهولة الحصول عليها، سواء من الصيدليات أو من خلال السوق السوداء، حيث يتم بيعها بأسعار معقولة.

وتسبب هذه المواد في أضرار جسيمة للشباب، حيث تؤثر على القدرات العقلية والجسدية، وتؤدي إلى تدهور الصحة النفسية، مما يخلق حلقة مفرغة من الإدمان المستمر. يُظهر العديد من المدمنين تأثيرات سلبية خطيرة مثل الضعف الجنسي، القلق المفرط، وتدهور القدرة على اتخاذ القرارات السليمة. بالإضافة إلى ذلك، فالمستهلكون لهذه المخدرات يكونون أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات إجرامية، ما يزيد من حجم التحديات الأمنية في المجتمع.

الأمر لا يقتصر فقط على الأضرار الفردية، بل يمتد إلى المجتمع ككل، حيث تؤثر هذه الظاهرة على الأسر والمجتمع بشكل عام، مهددة بتفاقم مشاكل الإدمان والبطالة والجريمة. في مواجهة هذا التحدي، يحتاج المغرب إلى تعزيز الإجراءات الوقائية وتوفير الدعم الطبي والنفسي للشباب المعرضين لخطر الإدمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى