حَصيلة إسماعيل الجاي ..مسرحية هزيلة في قاعة موصدة وأداء هزيل يفضح مجلساً غارقاً في الفشل”
في مشهد أقرب إلى الكوميديا السوداء، اختار إسماعيل الجاي، رئيس مجلس مقاطعة زواغة، أن يعرض حصيلة نصف ولايته مساء اليوم الاثنين بطريقة وصفها المعلقون بـ”المحتشمة”؛ عرض أقيم خلف الأبواب الموصدة بقاعة المجلس، بعيداً عن أعين المواطنين والجمعيات، مما أثار سخطاً عارماً في صفوف ساكنة المقاطعة.
الحصيلة، أو كما وصفها البعض بـ”الحصيلة المزوّرة”، جاءت في غياب شبه تام للأعضاء والمستشارين الذين فضلوا مقاطعة الجلسة تعبيراً عن رفضهم للأداء الباهت والفوضوي الذي ميز إدارة الجاي، وبدل أن يواجه الانتقادات بشجاعة، لجأ إلى ما يُشبه السرية، وكأن الحصيلة وثيقة محرجة يخشى من فضحها أمام الرأي العام.
إذا أردنا أن نصف حال مجلس مقاطعة زواغة اليوم، فلا نجد أفضل من المثل المغربي القائل: “ما عندو زهر فالحمار، كيدّي الجلدة للكرار”، فإسماعيل الجاي، الذي كان يُنتظر منه أن يكون قائداً تنموياً، بات رمزاً للفشل، مجلسه يعاني من فوضى في التدبير والتسيير، ومستشاروه، كما يصفهم المواطنون، “أميون” لا يدركون من السياسة سوى اسمها، ما حول المجلس إلى ميدان للارتجال بدل العمل الجاد.
مقاطعة زواغة اليوم تواجه أزمات متراكمة: بنيات تحتية متهالكة، انعدام في الخدمات الأساسية، ومشاريع متوقفة منذ سنوات، وفي المقابل، يواصل إسماعيل الجاي تعزيز مصالحه الشخصية وتنمية مشاريعه الخاصة التي أصبحت تتزايد بشكل ملحوظ منذ توليه الرئاسة، وكما يقول المغاربة: “اللي جا للواد ما يخبي ساقيه”. الجاي يبدو وكأنه لم يأتِ لخدمة السكان، بل لاستغلال المنصب كوسيلة لتحقيق ثروة خاصة، تاركاً المقاطعة تغرق في المشاكل.
بدلاً من تقديم الحصيلة في جلسة عمومية شفافة بحضور الجمعيات والمجتمع المدني، فضل الجاي عرضها في جلسة سرية خالية من الحضور، وكأنها “جلسة عار” يخشى فيها من مواجهة الحقائق، مصادر محلية أكدت أن الجمعيات كانت ستحتج بشدة وتفضح إخفاقات مجلسه لو فُتحت الدعوة على العموم، وهذا الموقف يؤكد أن الرئيس نفسه يدرك أن حصيلته لا تساوي حتى قيمة الورق الذي طُبعت عليه.
إذا كان إسماعيل الجاي يعتبر ما عرضه مساء اليوم “حصيلة”، فإن الواقع يقول غير ذلك، الحصيلة الحقيقية هي تراكم الإخفاقات: غياب برامج واضحة، عجز عن استقطاب استثمارات، وإهمال تام لحاجيات المواطنين، وكما يقول المثل المغربي: “اللي كيخدم بالسكات كيجي نهار ويطيح فالشواق”، والجاي اليوم لم يعد قادراً على إخفاء ضعف أدائه تحت غطاء “السرية”.
إلى السيد إسماعيل الجاي: سكان زواغة ليسوا مغفلين، الفوضى التي يدير بها مجلسك والتقصير الفاضح في خدمة الساكنة لن يُغطيها عرض سري أو أبواب موصدة، أما ثروتك المتزايدة، فهي لن تعفيك من محاسبة الساكنة، التي تعرف جيداً كيف تُميز بين المسؤول النزيه والمستغل، زواغة تستحق أفضل من هذا العبث، وساكنتها لن تقبل أن تظل رهينة لرئيس فاشل ومجلس غارق في الفوضى، وختاماً، نقولها بالمثل المغربي: “اللي خلا دار بوه بلا ساس، يطيح عليه السقف فالشتا”.