نقطة سوداء بفاس .. مشروع “ديبرازا”.. عندما تتحول التنمية إلى مصدر للفساد والفوضى والعهر
بينما تسعى مدينة فاس والمناطق المحيطة بها إلى تحقيق تنمية عمرانية مستدامة، تبرز بعض الممارسات المثيرة للجدل التي تُلقي بظلال الشك حول نزاهة مشاريع تعميرية في مناطق حيوية مثل طريق صفرو التابعة لجماعة أولاد الطيب.
أحد أبرز المشاريع التي أثارت الكثير من التساؤلات هو مشروع فندقي يُسوّق كشعار للتنمية والاستثمار. خلف هذا المشروع، تتكدس ملفات من التجاوزات التي تثير الاستياء والاستغراب.
مصادر مطلعة أكدت أن الرخصة التي يعمل بها هذا المشروع تُثير علامات استفهام كبيرة، حيث يتم تداول معلومات حول عدم قانونيتها، وسط صمت مريب من الجهات المعنية. وعلى الرغم من أن المسيرة ل.م.ع هي المسؤولة عن المشروع، فإنها ليست المالك الحقيقي، بل يُعتقد أن المشروع مرتبط بأسماء نافذة تتمتع بنفوذ كبير، ما يحمي هذه التجاوزات من المساءلة.
لكن الملف لا يتوقف عند الخروقات القانونية وحدها، بل يتعدى ذلك إلى ممارسات أخرى تثير الشكوك حول طبيعة إدارة المشروع. فحادثة سير لم تُحل إلا بتسوية مالية ضخمة تُعتبر واحدة من المؤشرات على تجاوزات تتجاوز حدود الممارسات الإدارية الطبيعية.
إضافة إلى ذلك، يشتكي سكان الدواوير المجاورة من الضجيج الناجم عن الموسيقى الصاخبة التي تصدر من المكان، الذي يقع على قمم مرتفعة، والذي يفتقر إلى الترخيص اللازم. وقد تفاقم الوضع مع إضافة ملهى ليلي جديد بدون ترخيص، ليزيد من فوضى المنطقة. وتجدر الإشارة إلى أن المشروع يقع بالقرب من المطار، مما يطرح تساؤلات جدية حول خطورته على السلامة العامة.
كما أن الأضواء الساطعة للملهى تثير حفيظة السكان، الذين يشتكون من تأثيرها على راحتهم وحياتهم اليومية.
طريق صفرو، التي تُعتبر منطقة استراتيجية وواجهة حضارية، تُعاني من فوضى تعميرية تُهدد بتشويه معالمها وإغراقها في مخالفات تُعرقل جهود التنمية. ومن المؤسف أن هذه التجاوزات تمرّ دون تدخل حازم من الجهات الوصية، ما يفتح المجال أمام استغلال ثغرات القانون بشكل يضر بالصالح العام.
المجتمع المحلي، الذي أصبح ضحية لهذه الفوضى، يُطالب بتحقيق نزيه وشامل في ملفات التعمير بالمنطقة، مع الكشف عن كل المتورطين مهما كانت مكانتهم أو علاقاتهم. فالقانون يجب أن يسري على الجميع، ولا مجال للتستر على تجاوزات تُهدد مستقبل التنمية العادلة والمستدامة.
الكرة الآن في ملعب السلطات الرقابية، فهل ستتحرك لوضع حد لهذه الممارسات؟ أم أن النفوذ سيبقى سيد الموقف؟
سنعود بالتفاصيل بشهادات حية من عين المكان والأماكن المجاورة …