أخنوش ووزير الصحة صراع السلطة يفاقم أزمة الحصبة .. تفاصيل صادمة

منذ أكتوبر 2023، تفشى مرض الحصبة بشكل سريع ومخيف في المغرب، مسجلاً 19,515 إصابة وأكثر من 100 وفاة، نصفهم من الأطفال دون سن 12 عامًا. هذه الأرقام الصادمة تكشف عن أزمة صحية كبيرة كان بالإمكان تفاديها، لولا فشل الحكومة في إدارة ملف التلقيح، ما يعكس إخفاقًا في التنسيق بين رئيس الحكومة عزيز أخنوش ووزير الصحة.

منذ بداية تفشي الحصبة، كان واضحًا أن السبب الرئيسي وراء انتشار المرض يعود إلى غياب حملات التلقيح المنتظمة، وبالخصوص عدم قدرة الحكومة على معالجة تراجع نسبة التلقيح الذي بدأ خلال جائحة “كورونا”. لكن ما زاد الطين بلة هو الخلافات السياسية بين أخنوش ووزير الصحة، الذي حاول اتخاذ تدابير وقائية لمواجهة الأزمة، إلا أن التنسيق مع الحكومة كان شبه غائب.

في أبريل 2024، اندلعت سلسلة من الإضرابات التي شلت قطاع الصحة لفترة طويلة، نتيجة رفض أخنوش التأشير على الاتفاق الذي توصلت إليه وزارة الصحة مع النقابات. الإضرابات، التي تزامنت مع الأيام المقررة لتلقيح الأطفال، عطّلت بشكل كبير حملات التطعيم، مما سمح للحصبة بالانتشار بشكل أسرع.

على الرغم من إعلان وزارة الصحة في مارس 2024 عن تزايد حالات الحصبة، أطلقت حملة تلقيح لمواجهة المرض، لكنها كانت غير فعّالة في ظل التعقيدات السياسية والإضرابات المستمرة. وزيادة في تعقيد الأمور، كانت هناك قلة من التنسيق بين الحكومة ووزارة الصحة، مما جعل الفشل في احتواء الأزمة أمرًا حتميًا.

اليوم، يدفع الأطفال في المغرب ثمن هذه الصراعات السياسية والمشاكل الداخلية في الحكومة، حيث تحولت الحصبة من مرض قابل للوقاية إلى كارثة صحية نتيجة الإهمال والتأخير في اتخاذ الإجراءات اللازمة. يطرح هذا التساؤل الكبير: كم من الأطفال يجب أن يعانوا ويخسروا حياتهم حتى تتحمل الحكومة مسؤوليتها وتستجيب لأزمات الصحة العامة بجدية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى