رحيل الشيخ القريب؟ وصية مولاي جمال تُربك أتباع الزاوية القادرية
في خطوة غير متوقعة، أثار الشيخ مولاي جمال الدين القادري بودشيش، شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، حالة من القلق والتوجس بين أتباعه عقب إعلانه وصيته الروحية التي تضمنت نقل “السر الرباني” إلى نجله مولاي منير. جاءت الوصية، التي تحمل أبعادًا روحانية عميقة، في ظل تقارير طبية تؤكد تدهور حالته الصحية، ما جعل العديد من المريدين يعتبرونها إشارة واضحة إلى قرب رحيل الشيخ.
الوصية التي أعلنها الشيخ بتاريخ 18 يناير 2025، في ليلة وصفها أتباع الطريقة بـ”الليلة الكبرى”، أكدت أن “السر الرباني ذو السند الصحيح والمتين” سيبقى في عائلة القادري البودشيشي، وسيؤول إلى مولاي منير، الابن الذي وصفه الشيخ بأنه الأمين على أمانة الدعوة والتربية الروحية.
هذه الخطوة أربكت الأجواء داخل الزاوية، حيث يرى البعض أنها جزء من تنظيم انتقال المشعل الروحي، بينما اعتبرها آخرون علامة على اقتراب نهاية مرحلة فريدة في تاريخ الطريقة. حالة من الرعب تسود بين المريدين، الذين بدأوا يتساءلون عن مصير الزاوية في غياب الشيخ الذي شكل رمزًا روحيًا وقيادة لا غنى عنها لسنوات طويلة.
تزامن الإعلان مع بشارة روحية أعلنها الشيخ عن انتقال النور المحمدي والمدد الروحاني إلى خليفته، مولاي منير، الذي يراه المريدون مؤهلاً لحمل هذا العبء الكبير. ومع ذلك، فإن الفراغ الذي قد يتركه غياب الشيخ يثير المخاوف من تراجع دور الزاوية أو انقسام بين أتباعها حول القيادة الجديدة.
على الرغم من الدعوات المكثفة التي أطلقها أبناء الطريقة لشفاء الشيخ، إلا أن الوصية كشفت واقعًا مقلقًا لا يمكن تجاهله. يبدو أن الزاوية القادرية البودشيشية أمام منعطف حاسم، حيث تترقب الأعين ما ستؤول إليه الأوضاع في ظل هذه التطورات المفاجئة.
الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد ملامح المرحلة المقبلة للطريقة، التي تواجه اختبارًا صعبًا في الحفاظ على تماسكها الروحي والمؤسسي في ظل هذه التحولات الكبرى.