هل يُنقذ الغيث صلاة الاستسقاء؟ أزمة الحرارة والجفاف تهدد المغرب

تواجه المملكة المغربية تحديات بيئية خطيرة مع استمرار موجات الحرارة المرتفعة وغياب الأمطار، ما أدى إلى أزمة جفاف خانقة طالت الفلاحة والموارد المائية ومياه الشرب في عدة مناطق. في ظل هذه الأزمة، تتجه الأنظار إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وسط مطالب متزايدة بإعلان صلاة الاستسقاء، في محاولة لاستنزال الغيث ورحمة الله.

صلاة الاستسقاء ليست مجرد طقس ديني، بل هي تقليد راسخ في الوجدان المغربي، يلجأ إليه المغاربة كلما استبد بهم القحط وقلّت التساقطات. هذه الصلاة تجمع كافة فئات المجتمع، في المساجد والساحات العامة، حيث ترفُع أكف الضراعة طلباً للغيث.

الأزمة الحالية، التي أدت إلى تراجع منسوب السدود ونقص حاد في مياه الشرب والسقي، دفعت العديد من المواطنين، خاصة في المناطق القروية، إلى التعبير عن قلقهم والمطالبة بخطوات رمزية ودينية، مثل صلاة الاستسقاء. إلا أن هذه المطالب تأتي في ظل تساؤلات حول جدوى الاقتصار على البُعد الديني لمواجهة أزمة تُعد أحد أوجه التغيرات المناخية العالمية.

ورغم أنّ إعلان وزارة الأوقاف عن صلاة الاستسقاء قد يُثلج صدور المواطنين ويجدد الأمل في انفراج الأزمة، فإنّ الحلول الحقيقية تتطلب مقاربة شمولية. السياسات الحكومية لتعزيز تدبير الموارد المائية، وتحسين البنية التحتية، والبحث عن بدائل مستدامة يجب أن تكون على رأس الأولويات لضمان مواجهة طويلة الأمد لهذه التحديات.

هل سيكون الغيث رحمة ربانية تُنهي الأزمة أم أننا بحاجة لإعادة التفكير في أسلوبنا في التعامل مع الطبيعة والمناخ؟ يبقى السؤال مفتوحاً، في انتظار قرار رسمي قد يعيد الأمل للمغاربة وسط هذه المحنة البيئية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى