اجتماع “البام”: إنجازات وهمية وأحلام وردية
في صبيحة يوم عادي من أيام السياسة المغربية، اجتمع فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب تحت قيادة أحمد التويزي، لمناقشة ما وصفوه بقضايا مصيرية وحيوية تهم قطاع الإسكان. وبطبيعة الحال، لم يغب عن هذا اللقاء “الإنجازي” كاتب الدولة لدى وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، السيد أديب بن إبراهيم، الذي أتى محملاً بالكثير من “الإيجابيات” والوعود البراقة.
كالعادة، لم يفوت النواب الفرصة لطرح ما يمكن تسميته بـ”قائمة الأمنيات المستحيلة”، بدءاً من تسهيل البناء في العالم القروي والجبلي، وكأن الأمر يتوقف على وضع “قانون سحري” يغيّر واقع البيروقراطية وجمود التشريعات بضغطة زر.
أما الحديث عن المراكز الصاعدة، فهو حكاية أخرى من حكايات التنمية “الشفهية”. نواب الفريق، على ما يبدو، اكتشفوا فجأة أن الجماعات الترابية بحاجة إلى تأهيل، وأن إقليم تاونات على وجه الخصوص يعاني من مشاكل أزلية، وكأن هذه الاكتشافات المبهرة جاءت بعد بحث معمق!
ولأن مدينة فاس دائماً في دائرة الاهتمام، أثيرت قضية الدور الآيلة للسقوط، والتي تبدو وكأنها أزمة موسمية يُعاد طرحها فقط في الاجتماعات، بينما الواقع على الأرض لا يزال ثابتاً، حيث تلك البنايات تتحدى الزمن والجاذبية.
النقطة الأكثر إثارة للضحك، وربما للبكاء أيضاً، هي الإشادة “العجيبة” بالدعم المباشر للحصول على السكن. فبينما يرزح العالم القروي تحت وطأة الفقر والتهميش، يتحدث النواب عن “نتائج إيجابية” لهذا الدعم، وكأن أحداً في تلك المناطق سمع به أصلاً.
أما العقار، فتبدو مشكلته أشبه بعقدة Gordian Knot، مع وعود بحلول قريبة في المستقبل… الذي لا يأتي أبداً.
وتأتي النهاية بحديث وردي عن “سياسة القرب”، ذلك الشعار الذي يبدو وكأنه الحل السحري لكل مشاكل المغاربة، رغم أنه يُترجم عملياً في شكل لقاءات وشعارات لا تتجاوز قاعات الاجتماعات المكيفة.
في النهاية، خرج الاجتماع كما دخل: الكثير من الكلام، القليل من الفعل، وجرعة جديدة من الأحلام الوردية التي لن ترى النور.