الكابتغون.. المخدر القاتل الذي يغزو العالم من مصانع سوريا بعد سقوط الأسد
يُعدّ مخدر الكابتغون أحد أخطر المواد المخدرة التي أثارت قلقاً عالمياً واسعاً، ليس فقط بسبب تأثيره المدمر على الأفراد والمجتمعات، ولكن أيضًا لدوره في تمويل أنشطة إجرامية وإرهابية في مناطق النزاع. بعد سقوط بشار الأسد في العديد من المناطق السورية، تم الكشف عن انتشار واسع لمعامل تصنيع هذا المخدر، ما جعل سوريا مركزًا رئيسيًا لإنتاج الكابتغون وتصديره إلى العالم.
الكابتغون هو الاسم التجاري لمادة الفينيثيلين، التي تنتمي إلى فئة المنشطات. صُممت هذه المادة في البداية للاستخدام الطبي لعلاج اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب وفرط النشاط، لكنها تحولت إلى مادة مخدرة تُسبب الإدمان الشديد وتأثيرات نفسية وجسدية مدمرة، من بينها فقدان القدرة على التركيز، اضطرابات عقلية شديدة تشمل الهلوسة والعدوانية، وإجهاد كبير على القلب والجهاز العصبي يؤدي إلى انهيار صحي.
مع تدهور سيطرة النظام السوري على عدة مناطق، ظهرت تقارير تكشف عن ازدهار صناعة الكابتغون داخل سوريا. المصانع التي كانت تعمل في الخفاء، انتشرت على نطاق واسع في مناطق خاضعة لسيطرة جماعات مسلحة وشبكات إجرامية. وتؤكد مصادر متعددة أن هذه المعامل تُنتج كميات هائلة من الكابتغون يتم تهريبها إلى دول الشرق الأوسط وأوروبا عبر شبكات منظمة.
أصبحت صناعة الكابتغون في سوريا واحدة من الوسائل الرئيسية لتمويل العمليات العسكرية والأنشطة غير القانونية، بما في ذلك تهريب الأسلحة والبشر. وتحولت سوريا إلى المصدر الأول لهذا المخدر، حيث تمر شحناته عبر موانئ برية وبحرية وجوية، ما يفاقم أزمة تهريب المخدرات على الصعيد الدولي.
يُعتبر الشباب الفئة الأكثر استهدافًا، حيث يُروج لهم الكابتغون كوسيلة لتحسين الأداء البدني أو النفسي، دون معرفة الأضرار الجسيمة التي يُسببها. كما يؤدي انتشار الكابتغون إلى ارتفاع معدلات الجريمة، تدمير الاقتصاد المحلي، وزيادة العبء على الأنظمة الصحية والاجتماعية في الدول التي يُهرب إليها.
مع تنامي التهديد الذي يشكله الكابتغون، تبرز الحاجة إلى تنسيق دولي لمواجهة هذه الأزمة عبر تعزيز الرقابة على الحدود، تفكيك الشبكات الإجرامية المتورطة، وتجفيف منابع الإنتاج، لا سيما في سوريا التي باتت مركزًا لهذا الوباء المدمر.